فصل: كتاب الغصب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المطلع على أبواب المقنع ***


كتاب الجهاد

الجهاد‏:‏ مصدر جاهد جهاداً ومجاهدة، وجاهد‏:‏ فاعل، من جَهَدَ‏:‏ إذا بالغ في قتل عدوّه، وغيره‏.‏ ويقال‏:‏ جَهَدَه المرضُ، وأجهده‏:‏ إذا بلغ به المشقّة، وجَهَدْتُ الفرس وأجهدتهُ‏:‏ إذا استخرجت جَهْدَه‏.‏ نقلها أبو عثمان‏.‏ والجَهْد، بالفتح‏:‏ المشقَّةُ، وبالضم‏:‏ الطاقة‏.‏ وقيل‏:‏ يقال‏:‏ بالضم وبالفتح في كل واحد منهما‏.‏ فمادة «ج هـ د» حيث وجدت، ففيه معنى المبالغة، وهو في الشرع‏:‏ عبارة عن قتال الكفار خاصة‏.‏

«الواجد لزاده» الزاد‏:‏ الطعام يتخذ للسفر، وألفه منقلبة عن واو، والمِزوَد‏:‏ بكسر الميم ما يجعل فيه الزاد‏.‏

«وأقل ما يفعل مرة» أقلُّ‏:‏ مرفوع بالابتداء‏.‏ ومرةٌ‏:‏ بالرفع خبره، ونصب «مرةً» بعيد جداً‏.‏

«وحصر» هو بالصاد المهملة، وقد تقدم معناه في الفوات والاحصار‏.‏

«وغزو البحر» الغزو‏:‏ قصد العدو في دارهم‏.‏ عن ابن القطاع‏:‏ غزا يغزو غَزْواً، والاسم‏:‏ الغزاة، فهو غازٍ، والجمع‏:‏ غُزاة وغُزَّيّ بضم الغين، وفتحها مع تشديد الياء‏.‏

والبحر بسكون الحاء، ويجوز فتحها عند الكوفيين‏.‏

«مع كل بر وفاجر» قال صاحب «المطالع»‏:‏ يقال‏:‏ رجل بارُّ وبَرُّ، إذا كان ذا نَفْعٍ وخَيْر ومعروف‏.‏ ومن أسمائه تعالى‏:‏ يقال‏:‏ البَرّ‏.‏ وأما الفاجر‏:‏ فالرجل المُنْبعِثُ بالمعاصي والمحارم‏.‏

«وتمام الرباط» الرِّباط‏:‏ مصدر رابط رِباطاً ومُرابطة‏:‏ إذا لزم الثَّغر مخيفاً للعدو‏.‏ وأصله من‏:‏ ربط الخيل، لأن كلا من الفريقين يربطون خيلهم، مستعدين لعدوهم‏.‏

«لزوم الثغر» الثَّغْر‏:‏ موضع المخافة من حصن وغيره‏.‏ وقال أبو السعادات‏:‏ هو موضع المخافة من أطراف البلاد‏.‏

«وتجب الهجرة» تقدم ذكر الهجرة في «الامامة»‏.‏

«من ضعفهم» الضِّعْف‏:‏ بكسر الضاد، أي‏:‏ من مثليهم‏.‏ وسيذكر إن شاء الله تعالى في «الوصايا»‏.‏

«إلا متحرفين لقتال، أو متحييزين إلى فئة» التَّحرف‏:‏ أن ينصرفوا من ضيق إلى سَعَةٍ، أو من سُفْل إلى عُلْوٍ، أو من مكان منكشف إلى مستتر، ونحو ذلك‏.‏

والتحيُّز‏:‏ أن ينضموا إلى جماعة يقاتلون معهم‏.‏

«إلا إن يغلب على ظنهم الغافر» أي‏:‏ فيستحب لهم الثبات‏.‏ نص على ذلك في «الكافي» وإلا فظاهر كلامه هنا أنه يجب‏.‏

«من المقام» هو بضم الميم‏:‏ الاقامة، وبفتحها‏:‏ القيام‏.‏ تقول‏:‏ أقام مقاماً، وقام مقاماً‏.‏

«تبييت الكفار» أي‏:‏ الايقاع بهم ليلاً‏.‏

«بالمنجنيق» قال أبو منصور موهوب اللغوي‏:‏ المَنْجنيق‏:‏ اختلف فيه أهل العربية، فقال قوم‏:‏ ميمه زائدة، وقيل‏:‏ بل أصلية، ويقال‏:‏ مَنْجنيق، ومِنْجَنيق بفتح الميم وكسرها، وقيل‏:‏ الميم والنون في أوله زائدتان، وقيل‏:‏ أصليتان، وهو أعجميّ معرّب‏.‏ وحكى الفراء‏:‏ مَنْجَنُوقٌ بالواو‏.‏ وحكى غيره مَنْجليق وقد جَنَقَ المَنْجَنيق، ويقال‏:‏ جَنّقَ، بالتشديد‏.‏

«وفي حرق شجرهم» يقال‏:‏ أحرق الشيء إحراقاً، وحرَّقه تحريقاً، فالحرق اسم المصدر‏.‏

«ليغرقهم» بتحفيف الراء، وتشديدها، على أنه معدّى «أعرق» بالهمزة والتضعيف‏.‏

«ولا راهب ولا شيخ فانٍ» الراهب اسم فاعل من رَهِبَ‏:‏ إذا خالف، وهو مختص بالنصارى‏.‏ كانوا يترهبون بالتخلي من أشغال الدنيا، وترك ملاذها، والزهد فيها، والعزلة عن أهلها، وتعمد مشاقها‏.‏ وجمعه‏:‏ رُهبان، ويجمع على رَهَابين، ورَهَابِنَة‏.‏ والرّهْبنة‏:‏ فَعْلَنةٌ‏.‏ والشيخ‏:‏ من جاوز الخمسين، إلى آخر العُمُر‏.‏ نص عليه المصنف رحمه الله في «الكافي»‏.‏ وقال أبو اسحاق ابراهيم الطرابلسي في «الكفاية»‏:‏ فإذا رأى الشيب، فهو أشْيَبَ، وأشْمَطَ، فإذا استبانت فيه السّنُّ‏:‏ فهو شيخ، فاذا ارتفع عن ذلك‏:‏ فهو مسنّ، فإذا ارتفع عن ذلك‏:‏ فهو قَحْم وقَحْر، فإذا قارب الخطو‏؟‏ فهو دالف، فإذا زاد على ذلك‏:‏ فهو هَرِم، رهِمٌ، فإذا ذهب عقله من الكبر‏:‏ فهو خَرِف‏.‏

وللشيخ جموع سبعة، جمعها شيخنا الامام أبو عبدالله محمد بن مالك رحمه الله تعالى في بيت فقال‏:‏

شيخ شُيُوخ وَمَشْيُوخَاء مَشْيخَةٌ

شِيَخَةٌ شِيْخَةٌ شيخَانُ أشْياخُ

«تترسوا بهم» أي‏:‏ تستروا بهم‏:‏ قال الجوهري‏:‏ التَّتْريس‏:‏ التَّستُّر بالتُّرس‏.‏

«بين الاسترقاق والمن والفداء» الاسترقاق‏:‏ اتخاذ الأسير رقيقاً‏.‏ والمنُّ عليه‏:‏ إطلاقه بغير شيء‏.‏ والفِداء‏:‏ أن يُبْدله بأسير في أيدي العدوّ، أو بملء والفِداء، إذا كسر أوله‏:‏ يمد ويقصر، وإذا فتح أوله‏:‏ قصر لا غير‏.‏ حكى ذلك الجوهري‏.‏

«إلا غير الكتابي» استثناء ممن يخير الامام فيه بين الأمور الأربعة‏.‏ فإن الأسرى ثلاثة أضْرُب‏:‏ ضَرْبٌ لا يجوز قتلهم، وهم النساء والصبيان‏.‏ وضرب يخير فيهم بين الأمور الأربعة، وهم الرجال من أهل الكتاب، ومَنْ يُقرُّ بالجزية من المجوس‏.‏ وضَرْب‏:‏ يخير فيهم بين القتل والمنِّ والفِداء‏.‏

وفي الاسترقاق روايتان‏.‏ وهم الرجال ممن لا يقر بالجزية، كذا نص عليه في «المغني»‏.‏

«رقوا في الحال» رَقّوا‏:‏ بفتح الراء، أي‏:‏ صاروا أرقاء، بمجرد الاسلام، ولا يجوز ضم رائه بحال‏.‏

«لزمه مصابرته» المصابرة‏:‏ مفاعلة من الصَّبْر، والمراد‏:‏ ملازمته‏.‏

«الموادعة» هي المصالحة، والمسالمة، قال أبو السعادات‏:‏ حقيقة الموادعة هي المتاركة، أي‏:‏ يدَع كل واحد منهما ما هو فيه‏.‏

«من أهل الاجتهاد» الاجتهاد في اللغة‏:‏ بذل الوُسْع والمجهود في أي فعل كان، ولا يستعمل إلا فيما فيه جهد، يقال‏:‏ اجتهد في حمل الرحا، ولا يقال‏:‏ اجتهد في حمل خردلة‏.‏ وفي عرف الفقهاء‏:‏ مخصوص ببذل المجهود في العلم بأحكام الشرع‏.‏ ذكره المصنف رحمه الله تعالى في «الروضة» وذكر شروط المجتهد في

كتاب «القضاء»‏.‏

وقال في «المغني»‏:‏ يعتبر من الفقه هاهنا ما يتعلق به هذا الحكم مما يجوز فيه ويعتبر له، ونحو ذلك، ولا يعتبر فقهه في جميع الأحكام التي لا تعلق لها بالأحكام، والله أعلم‏.‏

باب ما يلزم الامام والجيش

«المخذل والمرجف» فالمخذِّل‏:‏ الذي يفند الناس عن الغزو؛ مثل أن يقول‏:‏ بالمشركين كثرة، وخيولنا ضعيفة، وهذا حرُّ شديد، وبرد شديد‏.‏ والمرجف‏:‏ الذي يحدث بقوة الكفار وضعف المسلمين وهلاك بعضهم، ويخيّل لهم أسباب ظفر عدوهم بهم‏.‏

«بما يخيل إليهم» قال الجوهري‏:‏ يخيِّل له كذا، أي‏:‏ يشبِّه ويخايل، يقال‏:‏ تخيلته، فتخيل لي، كما تقول‏:‏ تصورته، فتصور لي، فكأنه ـ والله أعلم ـ يذكر لهم أسباباً يغلب على ظنهم معها النصر، مثل أن يقول‏:‏ أنتم أكثر عَدَداً وعُدداً، وأشد أبداناً وأقوى قلوباً، ونحو ذلك‏.‏

«ويعرف عليهم العرفاء» قال أبو السعادات‏:‏ العرفاء‏:‏ جمع عريف، وهو القيّم بأمور القبيلة، والجماعة من الناس يلي أمورهم، ويتعرف الأمير منه أحوالهم، فعيل‏:‏ بمعنى فاعل، والعرافة‏:‏ عمله‏.‏ وقوله‏:‏ «العرافة حق»‏:‏ أي فيها مصلحة للناس، ورفق في أمورهم وأحوالهم‏.‏ وقوله‏:‏ «العرفاء في النار» تحذير من التعرض للرياسة لما في ذلك من الفتنة، وأنه إذا لم يقم بحقه، استحق العقوبة وأتم‏.‏

«ويعقد لهم الالوية والرايات» قال صاحب «المطالع» وغيره‏:‏ اللواء‏:‏ راية لا يحملها إلا صاحب جيش الحرب، أو صاحب دعوة الجيش، والناس له تبع‏.‏ وأما الرايات‏:‏ فجمع راية، قال الجوهري وغيره‏:‏ الراية‏:‏ العلم، وقيل‏:‏ الراية‏:‏ اللواء، فيكون على هذا مترادفاً‏.‏

«ويجعل لكل طائفة شعاراً» الشعار‏:‏ علامة القوم في الحرب ليعرف بعضهم بعضاً؛ ومنه أشعار البدن، يشق أحد جنبي السنام، يجعل ذلك علامة لها، وقد ورد أن شعار الصحابة ـ رضى الله عنه ـ م كان تارة‏:‏ أمت أمت، وكان تارة‏:‏ حم لا ينصرون‏.‏

«ويتتبع مكامنها» يتتبع‏:‏ يتَفعَّل من تبع، أي‏:‏ يتقصد، ويتطلب ونحو ذلك، ومكامنها‏:‏ جمع مكمن، وهو المكان الذي يختفي فيه العدو ويكمن‏.‏

«ويبعث العيون» العيون‏:‏ جمع عين، وهو الطليعة؛ ومن يكشف أمرهم كالجاسوس‏.‏ ولفظة العين تطلق على تسعة عشر معنىً تسمى‏:‏ الناظرة، وعين الركبة، وما كان يمين القبلة بالعراق، وعين الماء، وقرص الشمس، والمال الحاضر، ونفس كل شيء، والدنانير، وإصابة بالعين، والجاسوس، وعين الميزان، ومطر أيام لا يُقلع، وخاصة الملك، وخيار المتاع، وفساد الأديم في الدباغ، وما في الدار عين، أي‏:‏ أحد، ومصدر حفرتُ حتى عِنتُ، والسواد يدور حول القمر، والمعاينة، يقال‏:‏ لا أطلب أثراً بعد عين؛ هكذا ذكرها صاحب «الوجوه والنظائر»‏.‏

«والنفل» النَفل بالتحريك‏:‏ الغنيمة، والنَفَل والنَّفْل بفتح الفاء وسكونها‏:‏ الزيادة؛ فهنا يحتمل الأمرين‏:‏ أنه يعده بالغنيمة، أو أنه يعده بالزيادة‏.‏

«في كل جنبة كفءاً» الجنبة بالتحريك‏:‏ الناحية، عن الجوهري وغيره‏.‏ وقال أبو السعادات‏:‏ والجنْبة، بسكون النون‏:‏ الناحية، فيجوز فيها حينئذ الفتح والسكون‏.‏ والكفء، بضم الكاف، وفتحها وكسرها، في الأصل‏:‏ المساوي والنظير، ومنه الكفاءة في النكاح؛ والكُفُؤ، بضم الكاف والفاء، والكفيء كذلك‏.‏ والمراد بالكفء هنا‏:‏ من يقوم بأم تلك الناحية كما ينبغي‏.‏

«ببذل جعلا» بضم الذال وكسرها، أي‏:‏ يعطي جعلاً، بضم الجيم وسكون العين‏:‏ ما يجعل لمن عمل شيئاً على عمله‏.‏

«أو قلعة» بفتح اللام وسكونها‏:‏ الحصن‏.‏

«في البداءة»‏:‏ تقدم في السواك‏.‏

«بعث سرية» قال أبو السعادات‏:‏ السرية‏:‏ قطعة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة، تبعث إلى العدو، وجمعها‏:‏ سرايا‏.‏ سموا بذلك لأنهم خلاصة العسكر وخيارهم من الشيء السريِّ‏:‏ النفيس‏.‏ وقيل‏:‏ سموا بذلك، لأنهم ينفذون سراً وخفية، وليس بالوجه، لأن لام السر‏:‏ راء، ولام السرية‏:‏ ياء‏.‏ آخر كلامه‏:‏ ويحتمل أنهم سموا بذلك، لأنهم يسيرون‏.‏ والله أعلم‏.‏

«أن يتعلف ولا يحتطب» يتعلف‏:‏ يخرج طالباً للعلف، ويحتطب‏:‏ يجمع الحطب‏.‏

«إلى البراز» البراز، بالكسر‏.‏ والمبارزة‏:‏ مصدر بارز برازاً، ومبارزة‏.‏ إذا برز لخصم من العدو‏.‏ والبَراز، بالفتح‏:‏ اسم للفضاء الواسع‏.‏

«منهمكاً على القتال غير مثخن» المنهمك اسم فاعل؛ من انهمك الرجل في الأمر‏:‏ إذا جدَّ ولجَّ‏.‏ والمثخن‏:‏ اسم مفعول من أثخنته الجراح‏:‏ إذا أوهنته‏.‏

«ورحله»‏:‏ رحله هنا‏:‏ أثاثه، من عطف العام على الخاص، لأن الخيمة مسكنه، وهي من الرحل، وقد تقدم في التيمم والاستسقاء‏.‏

«يفجأهم عدو يخافون كلبه» يفجأ بفتح الجيم، أي‏:‏ يطلع عليهم بغتة‏.‏ وكلبه بفتح الكاف واللام، أي‏:‏ شره وأذاه‏.‏

«لا منعة لهم» مَنعَةٌ، بفتح النون‏:‏ جمع مانع؛ كفاسق؛ وفسقة؛ وكافر، وكفرة‏.‏ وتسكن النون، فيقال‏:‏ مَنْعَةٌ أي‏:‏ امتناع يمنعهم، ومنْعَةٌ‏:‏ اسم المرة، باسم الفعل من منَعَ والله أعلم‏.‏

باب قسمة الغنائم

الغنائم‏:‏ جمع غنيمة، يقال‏:‏ غنم فلان الغنيمة، يغنمها‏.‏ وأصل الغنيمة‏:‏ الربح والفضل‏.‏ وللغنيمة عند العرب أسماء؛ منها‏:‏ الحباسة، والهبالة والغنامى‏.‏

«بغير عوض» العوض‏:‏ ما يبذل في مقابلة غيره، تقول منه‏:‏ عاضني فلان وأعاضني، وعوضني وعاوضني‏:‏ إذا أعطاك العوض‏.‏

«من تجار العسكر» جمع تاجر‏:‏ ككافر، وكفار، وهو مقيس في فاعل صفة مذكر عاقل، كضارب وضراب‏.‏ ويقال‏:‏ تجار، بوزن كتاب، على أنه جمع تجْر، وتجر جمع تاجر، كصاحب وصحب وصحاب، حكاهما ابن سيده‏.‏

«الفرس الضعيف العجيف» قال الجوهري‏:‏ الضعيف‏:‏ خلاف القوي‏.‏ والعجيف‏:‏ المهزول‏.‏ يقال‏:‏ عجف الشيء بفتح الجيم، وكسرها، وضمها، عن ابن القطاع‏:‏ إذا هزل‏.‏

«إذا لحق مدد» قال ابن عباد في كتابه «المحيط»‏:‏ المددُ‏:‏ ما أمددت به قوماً في الحرب‏.‏ قال أبو زيد‏:‏ مددنا القوم‏:‏ صرنا مدداً لهم، وأمددناهم بغيرنا‏.‏

«ويرضخ» يرضخ‏:‏ بفتح الضاد‏.‏ قال أبو السعادات‏:‏ الرضخُ‏:‏ العطية القليلة، وقال الجوهري‏:‏ الرضخ‏:‏ العطاء ليس بالكثير، رضختُ له أرضخُ رضخاً‏.‏

«الا أن يكون فرسه هجيناً أو برذوناً» الخيل أربع‏.‏ أحدها‏:‏ أن يكون أبواه عربيين، فيقال له‏:‏ العتيق‏.‏ الثاني‏:‏ عكسه، وهو الذي أبواه غير عربيين، ويسمى البِرْذِوْن‏.‏ والثالث‏:‏ الذي أمه غير عربية، فيسمى الهجين‏.‏ والرابع‏:‏ الذي أبوه غير عربي فيسمى المقرف‏.‏

«فنفق فرسه أو شرد» نفقت الدابة بفتح الفاء، أي‏:‏ ماتت، ولا يقال لغيرها‏.‏ قال ابن درستويه‏:‏ إلا أن يستعار لانسان محله في الإنسانية محل الدابة‏.‏ ويقال‏:‏ في البعير تنبل، قال ابن الأعرابي‏:‏ تنبل الانسان وغيره‏:‏ إذا مات، وأما مات فيقال لجميع الحيوانات، وأما شرد‏:‏ فقال ابن القطاع‏:‏ شرد الانسان والدابة شروداً وشراداً‏:‏ غارا وتعاصيا‏.‏

«من الفدية» الفدية‏:‏ ما يفدى به الأسير‏.‏

«أو بعض قواده» قواده‏:‏ جمع قائد، وهو نائبه ونحوه‏.‏ والله أعلم‏.‏

باب حكم الأرضين المغنومة

الأرضون بفتح الراء جمع أرض‏.‏ قال الجوهري‏:‏ وربما أسكنت، والجمع أرضات أيضاً، وأروض، وآراض‏.‏

«ما فتح عنوة» قال أبو السعادات‏:‏ عنوة، أي‏:‏ قهراً وغلبة‏.‏ وهو من عنا يعنو‏:‏ إذا ذل وخضع، والعنوة‏:‏ المرة منه‏.‏ كأن المأخوذ بها يخضع ويذل‏.‏

«ما أجلي عنها» أي‏:‏ خرج عنها‏.‏ يقال‏:‏ جلا القوم عن منازلهم وأجلوا، وجلوتهم عنها، وأجليتهم‏:‏ أخرجتهم‏.‏

«ويضرب عليها خراجاً» يضرب بالنصب باضمار «أن» لأنه معطوف على الاسم، وهو‏:‏ قسمها، ووقفها، فكأنه قال‏:‏ يخيَّر بين قسمها ووقفها، وضرب خراج عليها، ويجوز الرفع، ونظير ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أو يرسلَ رسولا‏}‏ بالنصف في قراءة السبعة، إلا نافعاً عطفاً على «وحيا» وكذا كل فعل مضارع عطف على اسم خالص‏.‏ والخراج عبارة عما قرر على الأرض بدل الاجرة، وأما الخراج في قوله ‏:‏ «الخراج بالضمان» فمفسر في الخيار في البيع‏.‏

«بغير جزية» الجزية فعلة من الجزاء، وهو‏:‏ المال الذي يعقد للكتابي عليه الذمة، وجمعها جزىً كلحية ولحىً‏.‏

«على قدر الطاقة» الطاقة‏:‏ الوسع، والقدرة على الشيء‏.‏

«حديث عمرو بن ميمون إلى آخر الباب» عمرو بن ميمون وعمر بن الخطاب مذكوران في الأعلام في آخر الكتاب‏.‏

و«الجريب» مقدار المساحة من الأرض، وقد فسره المصنف رحمه الله تعالى، وقال الجوهري‏:‏ الجريب من الطعام والأرض‏:‏ مقدار معلوم والجمع‏:‏ أجربة، وجربان‏.‏ والقفيز‏:‏ مكيال، وجمعه‏:‏ أقفزة، وقفزان بضم القاف‏.‏ قال الامام أحمد ـ رضى الله عنه ـ ‏:‏ قدر القفيز صاع قدره ثمانية أرطال، وفسره القاضي بما في «المقنع» بعد «يعني»‏.‏ بالمكي وقال أبو بكر‏:‏ قد قيل‏:‏ إن قدره ثلاثون رطلا، وقال الأزهري‏:‏ هو ثمانية مكاكيك، والمكوك‏:‏ صاع ونصف، والصاع‏:‏ خمسة أرطال وثلث، وقال المصنف رحمه الله في «الكافي»‏:‏ وينبغي أن يكون من جنس ما تخرجه الأرض، يعني من الحنطة حنطة، ومن الشعير شعير، وكذا سائر الأنواع‏.‏ والمكي، منسوب إلى مكة، والنسبة إلى ما فيه تاء التأنيث تكون بحذفها‏.‏ والعراقي‏:‏ منسوب إلى العراق‏.‏ وسيأتي الكلام عليه بعد إن شاء الله تعالى‏.‏

و«قصبات»‏:‏ جمع قصبة، وهي‏:‏ المعروفة من النبات، وقد صارت كالمعيار لمساحة الأرض، وفي حديث سعيد بن العاص أنه سابق بين الخيل فجعل الغاية مائة قصبة‏.‏ أراد أنه ذرع الغاية بالقصبة فجعلها مائة قصبة، وأثبت التاء في ستة أذرع بناءً على تذكير الذراع، وقد تقدم في «نواقض الوضوء»‏.‏

و«يرشو»‏:‏ يعطي الرشوة بتثليث الراء، وجمعها رُشى ورِشى بضم الراء وكسرها وهي‏:‏ ما يتوصل به إلى ممنوع، فإن كان حقاً فالاثم على المرتشي، وإن كان باطلاً بالاثم عليهما‏.‏ وأصلها من الرشى الذي يتوصل به الماء‏.‏ فالراشي‏:‏ معطي الرشوة، والمرشى‏:‏ آخذها، والرائش‏:‏ الساعي بينهما‏.‏

«ويهدى» له بضم الياء وفتحها‏.‏ ونقل الزجاج‏:‏ هديت الهدية، وأهديتها، والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏

باب الفيء

الفيء في الأصل‏:‏ مصدر فاء يفيء فيئة وفيوءاً‏:‏ إذا رجع، ثم أطلق على الحاصل من الجهات المذكورة، لأنه راجع منها كأنه في الأصل لهم، فرجع إليهم‏.‏

و«العُشر» المرادُ به هاهنا‏:‏ المأخوذ من تجار أهل الذمة، ونحوهم، لا عشر الخارج من الأرض، فإن مصرفه مصرف الزكاة‏.‏

«بالأهم فالاهم» الأهم أفعل تفضيل من هممتُ بالشيء‏:‏ إذا قصدته، أي‏:‏ يبدأ بما حقه أن يهتم به‏.‏

«في المصالح» المصالح‏:‏ جمع مصلحة، وهي مفعلة من الصلاح ضد الفساد، أي‏:‏ يصرف في مصالح المسلمين العامة كما مثل‏.‏

و«الثغورُ»‏:‏ جمع ثغر، وقد تقدم في صلاة الجماعة‏.‏

و«البثوق»‏:‏ جمع بثق وهو المكان المنفتح في أحد جانبي النهر، يقال‏:‏ بثق السيل الموضع يبثق بَثْقاً وبِثْقاً بالفتح والكسر، أي‏:‏ خرقه‏.‏

«وكري الأنهار» كري‏:‏ بوزن رمي وهو‏:‏ حفرها وتنظيفها، وكري البئر طيّها‏.‏ عن الشيباني‏.‏

«وعمل القناطر» القناطر‏:‏ جمع قنطرةٍ وهي الجسر، قاله الجوهري‏.‏

«ويبدأ بالمهاجرين ثم الأنصار» المهاجرون‏:‏ جمع مهاجر، اسم فاعل من هاجر بمعنى هجر، ضد وصل، ثم غلب على الخروج من أرضٍ إلى أرض، وترك الأولى للثانية‏.‏ والهجرة‏:‏ هجرتان‏.‏

إحداهما‏:‏ أن يدع الرجل أهله وماله، وينقطع بنفسه إلى مهاجره، ولا يرجع من ذلك بشيء‏.‏

والثانية‏:‏ هجرة الأعراب، وهي أن يدع البادية، ويغزو مع المسلمين، وهي دون الأولى في الأجر، وكلاهما يسمى مهاجراً، والمراد هنا بالمهاجرين‏:‏ أولاد المهاجرين، وهم الذين هجروا أوطانهم، وخرجوا إلى رسول الله، وهم جماعة مخصوصون منصوص عليهم‏.‏ وأما الأنصار فجمع نصير، كشريف وأشراف، وهم الحيان الأوس والخزرج، وهما ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة ابن ثعلبة بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن عبد الله بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، وهما أبناء قَيْلَة نسبوا إلى أمهم، فولد الخزرج خمسة نفر‏:‏ جشم، وعوف، والحارث، وعمرو، وكعب، وولد الأوس مالكاً‏.‏ فمنه تفرقت قبائل الأوس، وبطونها، كلها‏.‏ هكذا ذكره ابن قتيبة‏.‏ والله أعلم‏.‏

«وقت العطاء» العطاء‏:‏ ممدوداً اسم مصدر بمعنى الاعطاء، ويطلق على المفعول، كقولهم‏:‏ أخذ عطاءه، أي‏:‏ معطاه‏.‏

«من أجناد المسلمين» الأجناد‏:‏ جمع جند، وهم الأنصار، والأعوان، وكل صنف من الناس‏:‏ جند، والمراد بهم هنا‏:‏ أصحاب الديوان‏.‏ والله أعلم‏.‏

باب الأمان

«الأمان»‏:‏ ضد الخوف، وهو مصدر أمن أمناً وأماناً‏.‏

«بازائه» أي‏:‏ بحذائه‏.‏ وقد أزيته، أي‏:‏ حاذيته، ولا تقل‏:‏ وازيته‏.‏

«أحد الرعية» قال الجوهري‏:‏ الرعية‏:‏ العامة، ورعى الأمير رعيته، والرعية فعيلة بمعنى مفعولة‏.‏

«والقافلة» القافلة‏:‏ الرفقة الراجعون من السفر، وهو اسم فاعل مؤنث بالتاء‏.‏ تقول‏:‏ قفل الجيش فهو قافل، وقفلت الجماعة فهي قافلة‏.‏

«والبأس» مهموز‏:‏ العذاب، والخوف، والشدة‏.‏

«أو مترس» بفتح الميم والتاء المثناة فوق وسكون الراء وآخره سين مهملة، ويقال أيضاً بسكون التاء وفتح الراء، وهما وجهان مشهوران‏.‏ وقد روي حديث عمر في البخاري بهما، وهي أعجمية، قالوا‏:‏ معناها لا تخف، أو لا بأس عليك‏.‏

«من تدل الحال عليه» الحال‏:‏ تذكر وتؤنث، والمشهور تأنيثها‏.‏

«والمستأمن» المستأمن‏:‏ من دخل دار الإسلام بأمان طلبه‏.‏

«وإن كان جاسوساً» الجاسوس‏:‏ صاحب سرِّ الشر، والناموس‏:‏ صاحب سر الخير، والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏

باب الهدنة

وأصلها السكون‏.‏ يقال‏:‏ هدنت الرجل وأهدنته‏:‏ إذا سكنته‏.‏ وهدن هو‏:‏ سكن، ومعناها شرعاً‏:‏ أن يعقد الامام، أو نائبه، لأهل الحرب عقداً على ترك القتال مدةً بعوض، وغيره‏.‏ ويسمى‏:‏ مهادنة وموادعة ومعاهدة‏.‏

«يجبره» بضم الياء وفتحها‏.‏ يقال‏:‏ جبره وأجبره بمعنى‏.‏ والله تعالى أعلم‏.‏

باب عقد الذمة

قال الجوهري‏:‏ أهل الذمة‏:‏ أهل العقد، وقال أبو عبيد‏:‏ الذمة‏:‏ الأمان في قوله‏:‏ «يسعى بذمتهم أدناهم» والذمة‏:‏ الضمان‏.‏ والعهد أيضاً‏.‏

«وهم اليهود والنصارى» اليهود‏:‏ واحدهم يهودي، ولكنهم حذفوا ياء النسب في الجمع كزنجي وزنج، جعلوا الياء فيه كتاء التأنيث في نحو شعيرة وشعير، وفي تسميتهم بذلك خمسة أقوال‏.‏ أحدها‏:‏ قولهم ‏{‏إنَّا هُدْنا إليك‏}‏ والثاني‏:‏ أنهم هادوا من عبادة العجل، أي‏:‏ تابوا‏.‏ والثالث‏:‏ أنهم مالوا عن دين الإسلام، ودين موسى‏.‏ والرابع‏:‏ أنهم يتهودون عند قراءة التوراة‏.‏ أي‏:‏ يتحركون ويقولون‏:‏ إن السموات والأرض تحركت حين آتى الله موسى التوراة‏.‏ قاله أبو عمرو بن العلاء‏.‏ والخامس‏:‏ نسبتهم إلى يهوذ بن يعقوب‏.‏ فقيل لهم‏:‏ اليهوذ بالذال المعجمة، ثم عرب بالمهملة نقله غير واحد‏.‏

والنصارى‏:‏ واحدهم نصران، والأنثى نصرانة، بمعنى نصراني ونصرانية، نسبة إلى قرية بالشام، يقال لها‏:‏ نصران، ويقال لها‏:‏ ناصرة‏.‏

«كالسامرة والفرنج» السامرة‏:‏ قبيلة من قبائل بني إسرائيل، إليهم نسب السامري‏.‏ قال الزجاج‏:‏ وهم إلى هذه الغاية بالشام يعرفون بالسامريين، كذا نقله ابن سيده، وهم في زمننا يسمون السَمَرة بوزن الشجرة، وهم طائفة من اليهود متشددون في دينهم‏.‏

وأما الفرنج، فهم الروم‏.‏ ويقال لهم‏:‏ بني الأصفر‏.‏ ولم أر أحداً نص على هذه اللفظة، والأشبه‏:‏ أنها مولَّدة، ولعل ذلك نسبته إلى فرنجة، بفتح أوله وثانيه وسكون ثالثه، وهي جزيرة من جزائر البحر‏.‏ والنسب إليها فرنجي‏.‏ ثم حذفت الياء كزنجيٍّ وزنج‏.‏

«وهم المجوس» المجوس واحدهم مجوسي، منسوب إلى المجوسية، وهي‏:‏ نخلة قال أبو علي‏:‏ المجوس واليهود إنما عرف على حَدِّ مجوسي ومجوس، ويهودي ويهود، فجمع على حدّ شعيرة وشعير، ثم عرف الجمع بالألف واللام، ولولا ذلك، لم يجز دخول الألف واللام عليهما، لأنهما معرفتان مؤنثتان، فجريا في كلامهم مجرى القبيلتين‏.‏

«عبدة الأوثان» الأوثان‏:‏ واحدها وثن، وهو‏:‏ الصنم، كأسد، وآساد‏.‏ هذا كلام الجوهري‏.‏ وقال غيره‏:‏ الوثن‏:‏ ما كان غير مصور، وقيل‏:‏ ما كان له جثة من خشب، أو حجر، أو فضة، أو جوهر، سواء كان مصوراً، أو غير مصور‏.‏ والصنم‏:‏ صورة بلا جثة‏.‏ وقال ابن فارس في «المجمل»‏:‏ الوثن‏:‏ واحد الأوثان وهي‏:‏ حجارة كانت تعبد‏.‏

«الصابىء» مهموزاً واحد الصابئين، وهم‏:‏ الخارجون من دين إلى غيره‏.‏ وأصل الصبو‏:‏ الخروج‏.‏ يقال صبأت النجوم، أي‏:‏ خرجت من مطالعها‏.‏ وصبأ ناب البعير‏:‏ خرج‏.‏ قال قتادة بن دعامة‏:‏ الأديان ستة، خمسة للشيطان، وواحد للرحمن‏.‏ الصابئون‏:‏ يعبدون الملائكة، ويقرؤون الزبور‏.‏ والمجوس‏:‏ يعبدون الشمس والقمر‏.‏ والمشركون‏:‏ يعبدون الأوثان، واليهود، والنصارى‏.‏ وقال غيره‏:‏ الصابئون‏:‏ طائفة من اليهود‏.‏

«تهود» أي‏:‏ صار يهودياً، وتنصّر‏:‏ صار نصرانيّاً‏.‏

«ويمتهنون» أي‏:‏ يتبذلون وهو‏:‏ افتعال من المهنة‏.‏

«وحلاهم» الحِلي‏:‏ بكسر الحاء مقصوراً جمع حلية، كحليةٍ، ولحىً‏.‏ قال الجوهري‏:‏ وربما ضُمّ، وحكاه غيره أيضاً‏.‏ والحِلْية‏:‏ الصِّفة‏.‏

«لكل طائفة عريفاً» العريف‏:‏ القيم بأمور القبيلة، والجماعة من الناس، يلي أمورهم، ويتعرف الأمير منه أحوالهم، فعيل‏:‏ بمعنى فاعل، والعرافَة‏:‏ عمله‏.‏

«ونقض العهد» العهد يكون بمعنى اليمين، والأمان، والذمة، والحفاظ‏.‏ ورعاية الحرمة، والوصية، والأنسب به هنا‏:‏ الذمة المعقودة له‏.‏

باب أحكام الذمة

«العرض» العرض‏:‏ موضع المدح والذم من الإنسان‏.‏ وهي‏:‏ أحواله التي يرتفع بها، ويسقط‏.‏ ومنه قوله ‏:‏ «ليُّ الواجِدِ يبيح عقوبته وعرضه» و«فقد استبرأ لدينه وعرضه»‏.‏

«وترك الفرق» الفرق مصدر فرق شعره يفرقه‏:‏ جعله نصفين إلى جانبي الرأس‏.‏ والفرق أيضاً‏:‏ موضع المفرق من الرأس‏.‏

«وكناهم» جمع كُنية، وكِنية بضم الكاف وكسرها، وهي عبارة عما كان مبدوءاً باب أو أم، كأبي بكر، وأُم سلمة‏.‏

«على الأكف» الأكف جمع إكاف وهو‏:‏ إكاف الدابة، وفيه أربع لغات‏:‏ إكاف بكسر الهمزة وضمها، ووِكاف بكسر الكاف وضمها، وأوكفت الدابة، ذكرها صاحب «المحيط» ووكفتها‏.‏

«كالعسلي والأدكن» قال الجوهري‏:‏ وعسلي اليهود‏:‏ علامتهم، والظاهر أنه هذا الضرب المعروف من الصوف‏.‏ والأدْكَن‏:‏ الذي لونه يضرب إلى السواد، وقد دكِن بكسر الكاف دكناً فهو أدكن، ولونه الدُّكْنَة‏.‏

«في قلانسهم وخواتيم الرصاص والزنار» تقدم ذكر القلانس في مسح الخفين، والخاتم في زكاة الأثمان، والزنار في ستر العورة، والرصاص بفتح الراء‏.‏ قال الجوهري‏:‏ والعامة تكسره‏.‏ قال ابن عباد في كتابه «المحيط» ويقال‏:‏ رصاص، يعني بالكسر‏.‏

«وجلجل» الجلجل‏:‏ هو الجرس الصغير الذي في أعناق الدواب‏.‏ والجلجلة صوته‏.‏

«وفي تهنئتهم» يقال‏:‏ هنَّأته بالولاية تهنئة، وتهنيئاً بالهمز‏.‏ والتهنئة‏:‏ خلاف التعزية‏.‏

«ببدايتهم»‏.‏ تقدم في باب السواك‏.‏

«وعيادتهم» عيادة المريض‏:‏ زيادته، وياؤه منقلبة عن الواو، لأنه من المعاودة‏.‏ وكل من أتاك مرة بعد مرة فهو عائد، لكنه قد اشتهر في زيارة المريض‏.‏

«من إحداث الكنائس والبيع» الكنائس‏:‏ واحدتها كنيسة، وهي‏:‏ معبد النصارى، كصحيفة وصحائف‏.‏ والبيع، جمع بيعة، بكسر الباء‏.‏ قال الجوهري‏:‏ البيعة للنصارى، فعلى هذا الكنائس والبيع من المترادف‏.‏ وقال الزجاج‏:‏ البيع‏:‏ بيع النصارى‏.‏ والصلوات‏:‏ كنائس اليهود، فعلى هذا، الكنائس لليهود، والبيع للنصارى، وعلى هذا يكون متبايناً، وهو الأصل‏.‏

«رم شعثها» أي‏:‏ إصلاح متشعثها‏.‏

«ما استهدم» بفتح التاء مبني للفاعل‏.‏

«وضرب الناقوس» الناقوسُ‏:‏ خشبة طويلة تُضرب بخشبة أقصر منها؛ يعلم به النصارى أوقات الصلوات، وجمعه نواقيس‏.‏ قال جرير‏:‏

لما تذكرت بالديرين أرقني

صوت الدجاج وضرب بالنواقيس

«وهُدد» أي‏:‏ تُوعد، قال ابن عباد في «المحيط»‏:‏ التهدد والتهداد من الوعيد‏.‏

«بالحجاز» الحجازُ‏:‏ بلاد معروفة، قال صاحب «المطالع»‏:‏ الحجاز ما بين نجد والسراة‏.‏ وقيل‏:‏ جبل السراة، وهو‏:‏ الحد بين تهامة ونجد، وذلك بأنه أقبل من قعره اليمن، فسمته العرب حجازاً، وهو‏:‏ أعظم جبالها‏.‏ وما انحاز إلى شرقية، فهو حجاز‏.‏ وقال ابن الكلبي‏:‏ الحجاز‏:‏ ما بين اليمامة والعروض، وبين اليمن ونجد، وقال غيره‏:‏ والمدينة‏:‏ نصفها تهامي ونصفها حجازي‏.‏ وحكى ابن أبي شيبة أن المدينة حجازية‏.‏ وقال ابن الكلبي‏:‏ حدود الحجاز ما بين جبلي طيىء إلى طريق العراق لمن يريد مكة‏.‏ سمي حجازاً، لأنه حجز بين تهامة ونجد‏.‏ وقيل‏:‏ لأنه حجز بين نجد والسراة، وقيل‏:‏ لأنه حجز بين الغور والشام وبين تهامة ونجد‏.‏ وعن الأصمعي‏:‏ سميت حجازاً، لأنها انحجزت بالحِرار الخمس، حرة بن سليم، وحرة واقم، وحرة راحل، وحرة ليلى، وحرة النار‏.‏

«كالمدينة إلى آخر الباب» المدينة‏:‏ اسم جنس معرف بالألف واللام، ثم غلب حتى صار علماً على مدينة الرسول، وقد تقدم ذكرها في «الاعتكاف»‏.‏ واليمامة مدينة على أربعة أيام من مكة، ولها عمائر قاعدتها حِجر باليمامة، وتسمى العَروض، وكان اسمها جَوّاً، فسميت اليمامة، وهو اسم امرأة‏.‏ وقال ابن الأثير في «النهاية»‏:‏ اليمامة‏:‏ الصُّقع المعروف شرقي الحجاز، وهذا يقتضي ألا يكون من الحجاز‏.‏ وأما خيبر فقال الحافظ أبو بكر الحازمي‏:‏ خيبر‏:‏ الناحية المشهورة بينها وبين المدينة مسيرة أيام‏.‏ وهي‏:‏ تشتمل على حصون، ومزارع، ونخل كثير‏.‏ وأما تيماء فبفتح أوله والمد غير مصروف‏:‏ من أُمهات القرى على البحر، وهي من بلاد طيىء‏.‏ ومنها يخرج إلى الشام، وأما فيد‏:‏ فموضع بطريق مكة قريب من جبلي طيىء‏:‏ أجأ وسَلمى، وهو‏:‏ بفاء مفتوحة بعدها ياء ساكنة والراجح صرفه، وإن أُوّل بالبقعة، لأنه ثلاثي ساكن الوسط‏.‏

وتهود‏:‏ صار يهودياً، وتنصر‏:‏ صار نصرانياً، وتمجس‏:‏ صار مجوسياً، والتزم أحكام الملّة، أي‏:‏ ملة الاسلام، كذا نص عليه في «الكافي»‏.‏ والتجسس‏:‏ التفحص عن الأخبار، والحربي منسوب إلى الحرب وهو القتال‏.‏ والتباعد والبغضاء أيضاً، يقال‏:‏ قتل حال الحرب، أي‏:‏ حال القتال، ودار الحرب، أي‏:‏ دار التباعد والبغضاء، فالحربي بالاعتبار الثاني‏.‏

كتاب البيع

وهو مصدر بعت، يقال‏:‏ باع يبيع بمعنى ملك، وبمعنى اشترى، وكذلك شرى يكون للمعنيين، وحكى الزجاج وغيره‏:‏ باع، وأباع بمعنى واحد‏.‏ وقال غير واحد من الفقهاء‏:‏ واشتقاقه من الباع، لأن كل واحد من المتعاقدين يمد باعه للأخذ والاعطاء، وهو ضعيف لوجيهن، أحدهما‏:‏ أنه مصدر، والصحيح‏:‏ أن المصادر غير مشتقة‏.‏ والثاني‏:‏ أن الباع عينه واو، والبيع عينه ياء، وشرط صحة الاشتقاق، موافقة الأصل والفرع في جميع الأصول‏.‏ قال أبو عبدالله محمد بن أبي القاسم السامري في كتابه «المستوعب»‏:‏ البيع في اللغة‏:‏ عبارة عن الايجاب والقبول، إذا تناول عينيين، أو عيناً بثمن، ولهذا لم يسموا عقد النكاح والاجارة بيعاً‏.‏ وهو في الشرع‏:‏ عبارة عن الايجاب والقبول إذا تضمن مالين، للتمليك، وهو غير جامع لخروج البيع بالمعاطاة منه، ولا مانع لدخول الربا فيه، وأجود منه حد المصنف رحمه الله في «المقنع» لكنه غير مانع لدخول الربا فيه، لأنه مبادلة المال بالمال لغرض التملك، ويقال‏:‏ بائع وبَيِّع، ويطلق على المشتري أيضاً، فيقال‏:‏ البائعان، والبيِّعان‏.‏ والمبيع اسم للسلعة نفسها‏.‏ وبنو تميم يصححون مفعولاً معتل العين، فيقولون‏:‏ مبيوع بالياء‏.‏

قال الشاعر‏:‏

قد كان قومك يحسبونك سيداً

وإخال أنك سيد مغبون

والمحذوف من «مبيع» الواو الزائدة عند الخليل، وعند الأخفش المحذوف عين الكلمة‏.‏

«الايجاب والقبول» فالايجاب‏:‏ الايقاع، يقال‏:‏ وجب البيع يجب جِبَةً، وأوجبته إيجاباً‏:‏ أوقعته‏.‏ وهو في الشرع‏:‏ عبارة عن «بعت» ونحوه من جهة البائع‏.‏ والقبول‏:‏ مصدر قبل قبولا، وهو مصدر شاذ، قال المطرز‏:‏ لم أسمع غيره بالفتح، وهو في الشرع‏:‏ عبارة عن قبلت، ونحوه من جهة المشتري‏.‏

«المعاطاة» مفاعلة، من عطوْت الشيء‏:‏ تناولته‏.‏ قال الجوهري‏:‏ المعاطاة‏:‏ المناولة‏.‏

«الرشيد» الرشيدُ‏:‏ صفة من رشِد بكسر الشين يرشَد بفتحها فهو رشيد، كَبَخِل فهو بخيل، ومصدره‏:‏ الرَّشَدُ والرُّشَد، ويقال‏:‏ رَشَدَ يرْشُدُ، كَخَرجَ يَخْرُجُ، لُغتان‏.‏ وهو نقيض الغي، وقيل‏:‏ إصابة الخير، وقال الهروي‏:‏ هو الهدى والاستقامة‏.‏ والسفيه‏:‏ فعيل من سفه بكسر الفاء يَسْفَهُ سَفَهاً، وسَفَاهةً، وسَفَاهاً، وأصله‏:‏ الخفة والحركة‏.‏ فالسفيه‏:‏ ضعيف العقل، وسيء التصرف، وسمي سفيهاً لخفة عقله، ولهذا سمى الله تعالى النساء والصبيان سفهاء في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تُؤْتُوا السفهاء أموالَكُم‏}‏‏.‏

«لغير ضرورة» قال الجوهري‏:‏ الضرورة‏:‏ الحاجة‏.‏ وقال ابن قرقول‏:‏ المشقةُ وهي بفتح الضاد‏.‏

«دود القز وبزره والنحل منفرداً وفي كواراته» القَزُّ‏:‏ نوع من الابريسم معرب، وبزره بفتح الباء وكسرها‏.‏ والكوارات بضم الكاف‏:‏ جمع كوارة وهي‏:‏ ما عَسَّلَ فيها النحل، وهي الخلية أيضاً، وقيل‏:‏ الكوارة من الطين، والخلية من الخشب، ولا فرق بينهما في جواز البيع‏.‏

«بيع الهر والسنور والضيون» الهرُّ، والسِنورْ، والضيون، كله القط المعروف‏.‏

«الحشرات» جمع حشرة، بفتح الشين جمعاً، وإفراداً، وهي صغار دواب الأرض، كالفأر، والخنافس، والصراصير، ونحو ذلك‏.‏ وقيل‏:‏ هي‏:‏ هوام الأرض مما لا اسم له‏.‏

«ولا السرجين» السرجين‏:‏ هو الزبْل‏.‏ يقال له‏:‏ سَرجين، وسِرقين بفتح السين وكسرها فيهما عن ابن سيده‏.‏

«يعلم نجاستها»، أي‏:‏ يعتقد نجاستها، بمعنى أنه‏:‏ يجوز له في شريعته الانتفاع بها‏.‏

«كأرض الشام إلى آخر الفصل» الشام‏:‏ تقدم ذكره في «باب المواقيت»‏.‏ وأما العراق، فبلاد تذكَّرُ وتؤنَّثُ، يقال‏:‏ إنه فارسي معرَّب‏.‏ والعراق في اللغة‏:‏ شاطىء البحر والنهر، وقيل‏:‏ العراق‏:‏ الخرزُ الذي أسفل القرية، وفي تسميته بالعراق ستة أقوال‏.‏ أحدها‏:‏ أنه على شاطىء دجلة‏.‏ والثاني‏:‏ أنه سمي به لاستفاله عن أرض نجدٍ، أخذاً من خرزِ أسفل القربة‏.‏ والثالث‏:‏ لامتداده كامتداد ذلك الخرز‏.‏ والرابع‏:‏ لاحاطته بأرض العرب، كاحاطة ذلك الخرز بالقربة‏.‏ والخامس‏:‏ لكثرة عروق الشجر فيه‏.‏ والسادس‏:‏ لتواشح عروق الشجر، والنخل فيها‏.‏ والتواشح‏:‏ الاشتباك‏.‏ وقال صاحب «المستوعب» سمي عراقاً، لامتداد أرضه، وخلوِّها من جبال مرتفعة، وأوْدية منخفضة‏.‏ ومصر‏:‏ مذكور في باب المواقيت‏.‏ وأما الحيرة، فمدينة بقرب الكوفة بكسر الحاء، والنسبة إليها «حِيرِيٌ» و«حاري» على غير قياس، عن الجوهري‏.‏ ومحلة معروفة بنيسابور، والمراد هنا الأولى‏.‏

«وأُليس» بضم الهمزة، وتشديد اللام، بعدها ياء ساكنة تحت، بعدها سين مهملة، على وزن «خُبَّيْر» بلدة بالجزيرة، قال أبو النجم‏:‏

لم تَرْعَ أُلَّيْسَ ولا عِضَاها

ولا الجزيراتِ ولا قُراها

«وبانقيا» بزيادة ألف بين ياء ونون مكسورة، بعدها قاف ساكنة، تليها ياء مثناة تحت‏:‏ ناحِيَةٌ بالنجف، دون الكوفة‏.‏ قال الأعشى‏:‏

قَدْ طُفْتُ مَا بَيْنَ بانِقْيَا إلى عَدَنٍ

وَطالَ في العُجْمِ تَرْحَالي وتَسْيارِي

قال ثعلب‏:‏ سميت بذلك، لأن إبراهيم الخليل ولوطاً عليهما السلام نزلاها، وكانت تزلزل في كل ليلة فلم تزلزل تلك الليلة، ثم خرج حتى أتى النجف، فاشتراها بغنيمات كُنّ معه، والغنم بالقبطية، يقال لها‏:‏ نِقْيا، وكان شراؤها من أهل بانِقْيَا‏.‏ وبانقيا، بالباء الموحدة أوله، والنون المفتوحة بعده، وسكون القاف، بعدها ياء مثناة تحت مقصوراً‏.‏

«وأرض بني صلوبا» بفتح الصاد المهملة، وضم اللام، وبالياء الموحدة بعد الواو، مقصوراً، كلها أماكن معروفة بالعراق‏.‏

«ورباع مكة» بكسر الراء‏:‏ جمع رَبْعٍ، وهو المنزل، ودار الاقامة‏.‏ وربع القوم‏:‏ محلتهم‏.‏

«والعدُّ»‏:‏ بكسر العين، وتشديد الدار المهملة‏:‏ الذي له مادة لا تنقطع، وجمعه‏:‏ أعداد‏.‏

«ونقع البئر» ماؤها المستنقع فيها عن ابن فارس‏.‏

وأما الكلأ‏:‏ فمقصور مهموز، وهو النبات رطبه ويابسه، والحشيش والهشيم مختص باليابس‏.‏

«والخلا» مقصور غير مهموز، و«العشب» مخصوصان بالرطب، كله عن الجوهري‏.‏

«الآبق» الآبق‏:‏ الهارب‏.‏ أبَق العبد، يأبَق ويأبُق إباقاً، فهو آبق، عن الجوهري‏.‏

«الحمل في البطن» الحملُ، بفتح الحاء‏:‏ ما كان في بطن، أو على رأس شجرة‏.‏ والحِمل‏:‏ بالكسر‏:‏ ما كان على ظهر، أو رأس، عن يعقوب‏.‏ وحكى ابن دريد في حمل الشجرة الفتح، والكسر‏.‏

«في الضرع» الضرع‏:‏ لكل ذات ظلف أو خِف، والمسك تقدم ذكره في «باب محظورات الاحرام»‏.‏

و«الفأر» مهموزاً جمع فأرة، وهي‏:‏ النافجة، ويجوز ترك همزه كنظائره، وفرق الصقلي عمر الحميدي فقال‏:‏ فارة المسك غير مهموزة، لأنها من فار يَفُور، وفأرة الحيوان مهموزة، والمشهور بين أهل اللغة أنه لا فرق‏.‏

«بيع الملامسة» الملامسة‏:‏ مفاعلة، من لَمَسَ، يلمِس، ويلمُسُ‏:‏ إذا أجرى يده على الشيء‏.‏

«والمنابذة» المنابذة‏:‏ مفاعلة، من نبذ الشيء ينبذه‏:‏ إذا ألقاه‏.‏

«من بستان» البستان‏:‏ فارسي معرَّب، وجمعه بساتين، ولم يحك أحد من الثقات عن العرب كلمة مبنية من «ب س ت»‏.‏

«من هذه الصبرة» الصُبرة‏:‏ الطعام المجتمع، كالكومة، وجمعها‏:‏ صبر‏.‏ سميت بذلك، لا فراغ بعضها على بعض‏.‏ يقال‏:‏ السحاب فوق السحاب صبير‏.‏ ويقال‏:‏ صبرتُ المتاع وغيره‏:‏ إذا جمعته، وضممت بعضه على بعض‏.‏

«وبيع الباقلاء» الباقلاء‏:‏ الحب المعروف يشدد ويخفف، فإذا شددت كان مقصوراً، وإذا خففت كان ممدوداً، وقد يقصر، ذكر اللغات الثلاث ابن سِيْده في «المحكم»‏.‏

«برقمها» رقْمُها‏:‏ مصدر بمعنى المرقوم، أي‏:‏ بالمكتوب عليها، فإن كان مجهولاً عند أحدهما، كان البيع فاسداً، وإن كان معلوماً لهما، كان من بيع التولية‏.‏

«ينقطع به السعر» السِعر‏:‏ بكسر السين‏:‏ ما تقف عليه السلع من الأثمان لا يزاد عليه‏.‏

«أو بما باع به فلان» فلان كناية عن اسم المحدث عنه، مصروف، و«فلانة» غير مصروف، فإذا كني عن أعلام البهائم، قيل‏:‏ الفلان، والفلانة‏.‏

«نسيئة» سيأتي تفسيره في باب الربا‏.‏

«من قطيع» القطيع‏:‏ الطائفة من الغنم‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ الغالب عليه أنه من العشرة إلى الأربعين، وقيل‏:‏ ما بين خمسة عشر إلى خمسة وعشرين، وجمعه‏:‏ أَقطاع، وأقطعه، وقطعان، وقطاع، وأقاطيع‏.‏ قال سيبويه‏:‏ هو ما جمع على غير واحده، كحديث وأحاديث‏.‏

«تفريق الصفقة» الصفقة‏:‏ المرة من صفق له بالبيعة، والبيع‏:‏ ضرب بيده على يده‏.‏ والصفقة‏:‏ عقد البيع، لأن المتبايعين بفعلان ذلك‏.‏ فقولهم‏:‏ تفريق الصفقة، أي‏:‏ تفريق ما اشتراه من عقد واحد‏.‏

«بقسطه» قال الجوهري‏:‏ القسط‏:‏ الحصة والنصيب‏.‏

«بعد ندائها» النداء‏:‏ الصوت بكسر النون، وقد تضم، كالدِّعاء والدُّعاءِ، والنداء هنا‏:‏ هو الثاني، وعنه‏:‏ الأول الذي على المنارة ونحوها، فإن باع في الوقت قبل النداء، فعلى روايتين‏.‏

«لمن باع سلعة» قال الجوهري‏:‏ السِلعة‏:‏ المتاع‏.‏ وكل مبيع سلعة‏.‏

«وفي بيع الحاضر للبادي» الحاضر‏:‏ المقيم في المدن والقرى، والبادي المقيم في البادية، والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏

باب الشروط في البيع

«مقتضى البيع» أي‏:‏ مطلوبه‏.‏ لما كان التقابض وحلول الثمن مقصوداً في البيع، جعل البيع طالباً له مجازاً، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏جداراً يريد أن ينقض‏}‏‏.‏

«أو خصياً» الخصي‏:‏ فعيل بمعنى مفعول، وهو مَن سُلَّتْ بيضتاه‏.‏

«والدابة هملاجة» الهملاجة‏:‏ التي تمشي الهملجة، وهي مشية معروفة، فارسي معرب‏.‏

«ثيباً فبانت بكراً» الثيب من النساء‏:‏ من أُزيلت بكارتها، وقد يطلق على البالغة وإن كانت بكراً، مجازاً واتساعاً‏.‏ والبكر‏:‏ العذراء، وهي‏:‏ الباقية العذرة‏.‏ والعذرة‏:‏ ما للبكر من الالتحام قبل الافتضاض، والمسافة تأتي في «باب السبق»‏.‏

«وحملان البعير» قال ابن القطاع‏:‏ حملت الشجرة والأنثى، والشيء على الشيء‏:‏ حملا، وحِملانا، وعلى الظهر كذلك‏.‏

«وجز الرطبة» الجز‏:‏ القطع، والرَّطْبة، بفتح الراء وسكون الطاء‏:‏ نبت معروف، بقيم في الأرض سنين، كلما جُزَّ نبت، وهي القضب أيضاً، وهي الفصفصة، بفاءين مكسورتين، وصادين مهملتين، وتسمى عندنا في زماننا‏:‏ القصة‏.‏

«أن لا خسارة» الخسارة، بفتح الخاء‏:‏ مصدر خَسِر، يَخسر، خسراناً، وخسارة‏:‏ نقص‏.‏ ذكره الفارابي في «باب فعال» بفتح الفاء‏.‏

«نفق المبيع» نَفَقَ بفتح الفاء‏:‏ ضد كسد‏.‏

«إلا إذا شرط العتق» أي‏:‏ الاعتاق، فأما العتق مصدر عتق‏:‏ إذا صار حراً، فليس المقصود هنا أن الشرط أن يصير حراً، بل أن يصير حراً باعتاقه‏.‏

«في محله» المحل‏:‏ مكان الحلول وزمانه، بفتح الحاء وكسرها في المكان جائز عن صاحب «المطالع» وغيره‏.‏

«الا بيع العربون» في العربون ست لغات‏:‏ عَرَبون بفتح العين والراء، وعُرْبون، وعُرْبان بضم العين وسكون الراء فيهما، وبالهمزة عِوَضٌ في الثلاثة، أرَبون وأُربون وأَرَبان‏.‏ وهو‏:‏ ما فسره به في «المقنع» ويكون الدرهم ونحوه، مردوداً إلى المشتري إن لم يتم البيع، وللبائع محسوباً من الثمن ان تم البيع‏.‏

«على أن تنقذني» بفتح التاء وضم القاف، أي‏:‏ تعطيني‏.‏ والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏

باب الخيار في البيع

الخيار‏:‏ اسم مصدر، من اختار، يختار، اختياراً، وهو طلب خير الأمرين‏:‏ إمضاء البيع، وفسخه‏.‏

و«المجلس» بكسر اللام‏:‏ موضع الجلوس‏.‏ والمراد هنا مكان التبايع وتفرقهما عنه التفرق المسقط للخيار، وهو تفرقهما بحيث لو كلَّم أحدهما صاحبه الكلام المعتاد لم يسمعه، فإن لم يتفرقا، بل بَنَيا بينهما حاجزاً، أو أرخيا بينهما ستراً، أو ناما، أو قامام عن مجلسهما فمشيا معاً، فهما على خيارهما، وإن أكرها على التفرق، ففي بطلان الخيار وجهان‏.‏

«أو تنتهي مدته» أي‏:‏ تنقضي‏.‏

«والصلح بمعناه» أي‏:‏ بمعنى البيع، وهو أن يصالح عن الحق بغير جنسه من غير الأثمان، فيثبت فيه خيار الشرط‏.‏

«والاجارة في الذمة» هي‏:‏ أن تستأجر لعمل معلوم كخياطة ثوب ونحوه، والاجارة على مدة لا تلي العقد، كاجارة سنة خمس، في سنة أربع‏.‏

«من كسب أو نماء» الكَسْبُ بفتح الكاف‏:‏ مصدر كسب المال، يكسبه‏:‏ استفاده بالطلب‏.‏ والنماءُ، بالمد والهمز‏:‏ مصدر نما المال، ينمي، وينمو، ويقال في مصدره‏:‏ نَمْيٌ كفَلْسٍ، ونِمىً كغِنىً ونُمُوٌّ كسلوٍ، ونَمَىً كنوىً‏.‏

و«الكسب»‏:‏ مصدر مطلق على المفعول، والمراد به هنا‏:‏ ما حصل بسبب العين، وليس بعضاً‏.‏ والنماء‏:‏ مصدر مطلق على المفعول أيضاً، والمراد به هنا‏:‏ نفس الشيء الزائد من المبيع، كلبن الماشية، وأولادها‏.‏

«نفذ عتقه» أي‏:‏ إعتاقه إن جعل الضمير عائداً إلى المشتري، وإن جعل عائداً على العبد المبيع، فلا حاجة إلى تأويله بالاعتاق، بل يكون مصدراً مضافاً إلى فاعله‏.‏

«كالاجل» والمراد بالأجل‏:‏ أن الدَّين المؤجَّل لا يحل بالموت إذا وثق الورثة على الصحيح في المذهب، فهو‏:‏ حينئذ موروث‏.‏

«خيار الغبن» الغَبْن‏:‏ بسكون الباء مصدر غبنه بفتح الباء، يغبنه بكسرها‏:‏ إذا نقصته‏.‏ ويقال‏:‏ غَبِن رأيه، بكسر الباء، أي‏:‏ ضعف، غَبَناً بالتحريك‏.‏

«تلقي الركبان» الركبان‏:‏ جمع راكب وهو اسم جمع، واحده راكب، وهو في الأصل‏:‏ راكب البعير، ثم اتسع فيه، فقيل لكل راكب دابة‏:‏ راكب، ويجمع على رُكَّاب، ككافر وكُفَّار‏.‏ والركب‏:‏ الابل، واحدته راحلة من غير لفظه، والمراد هنا‏:‏ القادمون من السفر، وإن كانوا مشاةً‏.‏

«النجش» النجش‏:‏ أصله الاستخراج والاسْتِثَارة‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ نجش الصيد، وكل مستور، ينجشه، نجشاً‏:‏ إذا استخرجه، والنجاشي‏:‏ المستخرج للصيد‏.‏ عن أبي عبيد‏.‏ وقال ابن قتيبة‏:‏ أصل النجش‏:‏ الختل، ومنه قيل للصائد‏:‏ ناجش، لأنه يختل الصيد‏.‏ وقال أبو السعادات‏:‏ النجش‏:‏ أن يمدح السلعة، أو يزيد في ثمنها، لينفِّقها ويروِّجَها وهو لا يريد شراءها، ليقع غيره فيها‏.‏

«المسترسل» المسترسل‏:‏ هو اسم فاعل من استرسل‏:‏ إذا اطمأن، واستأنس‏.‏ هذا أصله في اللغة‏.‏ وقال الامام أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله‏:‏ المسترسل‏:‏ الذي لا يحسن أن يماكس، وفي لفظ‏:‏ الذي لا يماكس، فانه استرسل إلى البائع فأخذ ما أعطاه من غير مماكسة، ولا معرفة بغبنه‏.‏ وقال المصنف رحمه الله في «المغني»‏:‏ هو الجاهل بقيمة السلعة، ولا يحسن المبايعة‏.‏

«خيار التدليس» قال الجوهري‏:‏ التدليس في البيع‏:‏ كتمان عيب السلعة عن المشتري‏.‏ والمدالسة، كالمخادعة‏.‏ والدلس بالتحريك‏:‏ الظلمة‏.‏ والتدليس المثبت للخيار‏:‏ ضربان، أحدهما‏:‏ كتمان العيب‏.‏ والثاني‏:‏ تدليس يزيد به الثمن وإن لم يكن عيباً، كتحمير وجه الجارية، وتسويد شعرها، ونحو ذلك‏.‏

«كتصرية اللبن في الضرع» التصرية مصدر صرّى، كعلَّى تعلية، وسوَّى تسوية‏.‏ ويقال‏:‏ صرى يصري، كرمى يرمي، كلاهما بمعنى جمع‏.‏ والأكثرون، على أن التصرية، مصدر‏:‏ صرَّى يُصرِّي، معتل اللام‏.‏ وذكر الأزهري عن الشافعي، أن المصرَّاة، التي تصرّ أخلاقها، ولا تحلب أياماً، حتى يجتمع اللبن في ضرعها، فإذا حلبها المشتري استغزرها، فجائز أن يكون من الصَّرِّ، إلا أنه لما اجتمع في الكلمة ثلاث راءات، قلبت الثالثة ياءً، كما قالوا‏:‏ تقضى في تقضض، وتضنَّى في تضنَّن، وتصدَّى في تصدَّد، كراهية لاجتماع الأمثال‏.‏

«وتجعيده» قال أهل اللغة‏:‏ جعدت الشعر تجعيداً‏:‏ إذا كان فيه تقبض والتواء‏.‏

«وجمع ماء الرحا» قال الجوهري‏:‏ الرحا‏:‏ معروفة مؤنثة، والألف منقلبة عن ياءٍ‏.‏ تقول‏:‏ هما الرحيان، وكل من مدَّ، قال‏:‏ رحاء، ورحاءان، وأرحية، كعطاء، وعطاءان، وأعطية، جعلها منقلبة من الواو، ولا أدري ما حجته وما صحته‏.‏ وثالثه‏:‏ أرحٍ، والكثير‏:‏ أرحاء‏.‏

«سلعته» السلعة‏:‏ المتاع، كائناً ما كان‏.‏

«خيار العيب» العيب، والعاب، والعيبة، والمعاب، والمعابة، كله‏:‏ الرداءة في السلعة‏.‏ عاب الشيء وعبته، يتعدى، ولا يتعدى‏.‏

«ويأخذ الثمن» بنصب «يأخذ» بأن مقدرة، لأنه معطوف على الاسم، وكذا كل ما أشبهه‏.‏

«وأرش العيب» قال أبو السعادات‏:‏ هو الذي يأخذه المشتري من البائع، إذا اطلع على عيب في المبيع، وأرش الجنايات والجراحات من ذلك، لأنها جابرة لها عما حصل فيها من النقص، وسمي أرشاً، لأنه من أسباب النزاع‏.‏ يقال‏:‏ أرَّشت بين القوم‏:‏ إذا أوقعت بينهم‏.‏

«الخراج بالضمان» الخراج‏:‏ ما حصل من غلة العين المبيعة كائنة ما كانت، وذلك أن يشتري شيئاً فيستغله مدة، ثم يطلع على عيب قديم، فله رد العين، وأخذ الثمن، وما استغله فهو له، لأن المبيع، لو تلف في يده لكان من ضمانه، ولم يكن على البائع شيء، والباء في «بالضمان» متعلقة بمحذوف تقديره‏:‏ الخراج مستحق بالضمان، أي‏:‏ بسببه، والله تعالى أعلم‏.‏

«بصبغه» الصِّبغ، والصِّبغة، بالكسر‏:‏ ما يُصبغ به، وبالفتح‏:‏ مصدر صَبَغ يَصْبُغُ ويصْبَغُ، والمراد هنا الأول‏.‏

«كبيض الدجاج» الدجاج‏:‏ بفتح الدال وكسرها وضمها، واحدته، دجاجة، حكاه الحسن بن بندار التفليسي في «شرح الفصيح»‏.‏

«كبيض النعام» النعام‏:‏ الحيوان المعروف، واحدته نعامة، بوزن حمام وحمامة‏.‏

«وجوز الهند» الجوز فارسي معرب وهو نوعان‏:‏ هندي، وشامي، وكلاهما معروف، ويقال لجوز الهند‏:‏ النارجيل، وواحدته‏:‏ نارجيلة، وشجرته شبيهة بالنخلة، لكنها تميل بصاحبها حتى تدنيه من الأرض، للينها‏.‏ والهند بلاد معروفة، النسبة إليها‏:‏ هندي‏.‏

«على الرضى» هو بالقصر، والقضاء بالمد مصدر أرضى وقضى‏.‏

«ينقصه» هو بفتح الياء وضمها‏.‏ يقال‏:‏ نقصت الشيء وأنقصته‏.‏

«كمصراعي باب» واحدهما مصراع، وهو‏:‏ أحد البابين المنغلق أحدهما على الآخر‏.‏

«التولية» إلى آخر الفصل، التولية‏:‏ مصدر ولَّى تولية، كعلّى تعلية، والأصل في التولية‏:‏ تقليد العمل‏.‏ يقال‏:‏ ولي فلان القضاء، والعملَ الفلانيَّ، ثم استعملت التولية هنا فيما ذكر‏.‏

والشركة المرابحة، يذكران بعد، إن شاء الله تعالى‏.‏

والمواضعة‏:‏ مصدر واضعه مواضعة، قال الجوهري‏:‏ المواضعة‏:‏ المتاركة في البيع، فهو مفاعلة، من وضع يضع، وسمي هذا البيع‏:‏ مواضعة، لأنه أخذ بدون رأس المال‏.‏ وأما وضيعة درهم، فالوجه في إعرابها‏:‏ النصف مفعولاً معه، ويجوز الجر على لغة من عطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام‏}‏ بالجر، وذلك مقرر في كتب النحو، وقد قررتها في كتابي المسمى «بالفاخر في شرح جمل عبد القاهر» بشواهدها نثراً ونظماً

«فإن نكل» نكل، بفتح الكاف وكسرها، حكاهما ابن القطاع وغيره، قال المطرز‏:‏ وذلك بأن يرجع عن شيء قاله، أو عدوّ قاومه، أو شهادةٍ أرادها، أو يمينٍ تعين عليه أن يحلفها‏.‏

«في الصبرة» الصُّبْرة من الطعام وغيره‏:‏ هي الكومة المجموعة‏.‏ وقيل‏:‏ سميت بذلك، لا فراغ بعضها على بعض، يقال‏:‏ صَبرتُ المتاعَ وغيره‏:‏ إذا جمعتَه، وضممت بعضه إلى بعض‏.‏

«بالتخلية» التخلية‏:‏ مصدر «خَلَّى» بمعنى‏:‏ ترك، وأعرض‏.‏

«والاقالة» قال ابن سيده‏:‏ الاقالة في البيع‏:‏ نقضُه وإبطاله، وقال الفارسي‏:‏ معناه‏:‏ أنك رددت ما أخذت منه ورد عليك ما أخذ منك‏.‏ والأفصح‏:‏ أقاله إقالة، ويقال‏:‏ «قاله» بغير ألف، حكاها أبو عبيد في «المصنف» وابن القطاع، والفراء، وقطرب‏.‏ قال‏:‏ وأهل الحجاز يقولون‏:‏ قِلته فهو مقيول، ومقيل، وهو أجود‏.‏ والله تعالى أعلم‏.‏

باب الربا والصرف

الربا‏:‏ مقصور، وأصله‏:‏ الزيادة، قال الجوهري‏:‏ ربا الشيء يربو ربواً‏:‏ إذا زاد، والربا في البيع‏.‏ هذا لفظه ولم يقل‏:‏ وهو كذا، لكونه معلوماً، ويثنى‏:‏ ربوان، وربيان، وقد أربى الرجل‏:‏ إذا عامل بالربا، وهو مكتوب في المصحف بالواو، وقال الفراء‏:‏ إنما كتبوه في المصحف كذلك، لأن أهل الحجاز تعلموا الكتابة من أهل الحِيرة، ولغتهم‏:‏ الربو، فعلموهم صورة الخط على لغتهم، وإن شئت كتبته بالياء، أو على ما في المصحف، أو بالألف، حكى ذلك الثعلبي‏.‏ والربية مخففة‏:‏ لغة في الربا، والرَّباء بفتح الراء ممدوداً‏:‏ الربا‏.‏ والصرف‏:‏ بيع الذهب بالفضة، والفضة بالذهب، وفي تسميته صرفاً قولان‏.‏ أحدهما‏:‏ لصرفه عن مقتضى البياعات، من عدم جواز التفرق قبل القبض، والبيع نساءً‏.‏ والثاني‏:‏ من صريفهما، وهو‏:‏ تصويتهما في الميزان، فإن بيع الذهب بالذهب، والفضة بالفضة سمي مراطلة‏.‏

«ربا النسيئة» النسيئة، والنساء، بالمد، والنُّسْأة والكُلأة كلاهما بوزن الغرفة، كله‏:‏ التأخير‏.‏ ونَسَأت الشيء، وأَنْسَأتُهُ‏:‏ أخرته، وحيث جاء النَّساءُ في الكتاب، فهو بالمد لا يجوز قصره‏.‏

«إلا في ذلك» الاشارة في «ذلك» إلى كل مطعوم، ولا يعود إلى الذهب والفضة، لأنهما اثنان، ولأنهما محققا الوزن، والمطعوم منه موزون، وغيره، فلذلك قيل بالوزن‏.‏

«وجزافاً» هو بكسر الجيم وفتحها، ويقال فيه‏:‏ الجزافة، والمجازفة، وهو‏:‏ بيع الشيء، واشتراؤه بلا كيل ولا وزن، كله عن صاحب «المُحكم»‏.‏ قال‏:‏ وهو دخيل، قال الجوهري‏:‏ هو فارسي معرَّب‏.‏ وضبطه في نسخة من «تهذيب اللغة» للأزهري، عليها خطه بالضم أيضاً، فيكون مثلثاً‏.‏

«يشمل أنواعاً» يشمل‏:‏ يفتح الميم وضمها‏.‏

«نيئه» هو‏:‏ بكسر النون، وبعدها ياءٌ ساكنة، بعدها همزة، صفة من ناءَ اللحمُ، يَنِيءُ، نَيْئاً، فهو نِيءٌ، بِيِّنُ النُيُوءِ، والنُيُوءَةِ، وأَناءهُ غيره‏:‏ لم ينضجه‏.‏ كله عن الجوهري‏.‏

«بمشوبه» المشوب‏:‏ المخلوط‏.‏

«في النشاف» النَّشَاف‏:‏ اليُبْسُ، يقال‏:‏ نَشِفَتِ الأرض نُشُوفاً، ونَشْفاً‏:‏ ذهبت نداوتها، ويقال‏:‏ نَشِفَتِ الأرضُ الماءَ متعدياً‏.‏

«بيع المحاقلة» المحاقلة‏:‏ مفاعلة من الحقل، وهو‏:‏ الزرع إذا تشعب قبل أن يغْلُظ سُوقُه، وقيل‏:‏ الحَقْل‏:‏ الأرض التي تزرع، قال صاحب «المطالع» المحاقلة‏:‏ كراء الأرض بالحنطة، أو كراؤها بجزء مما يخرج منها، وقيل‏:‏ بيع الزرع قبل طيبه، أو بيعه في سنبله بالبُر وهو من الحقْل، وهو الفَدَّان‏.‏ والمُحاقل‏:‏ المزارع، وذكر غير ذلك‏.‏

«والمزابنة» المزابنة‏:‏ مفاعلة من الزَبْن‏:‏ وهو الدفع، كأن كل واحد منهما يَزْبِن صاحبه عن حقه بما يزداد منه‏.‏ قال صاحب «المطالع»‏:‏ المزابنة، والزَبْن‏:‏ بيع معلوم بمجهول من جنسه، أو بيع مجهول بمجهول من جنسه، مأخوذ من الزَبْن وهو‏:‏ الدفع، وفسرها ابن الأثير بما فسرها به المصنف رحمه الله، وفسرها غيره‏:‏ ببيع الزرع بالحنطة، وبكل ثمر يخرصه‏.‏

«إلا العرايا» العَرَايا‏:‏ جمع عَرِيَّة، فعيلة، بمعنى مفعولة، وهي في اللغة‏:‏ كل شيء أُفرد من جملة، قال أبو عبيد‏:‏ من عَراه يعريه‏:‏ إذا قصده، ويحتمل أن يكون فعيلة بمعنى‏:‏ فاعلة، من عَرِيَ يَعْرَى‏:‏ إذا خلع ثيابه، كأنها عَرِيَت من جملة التحريم، أي‏:‏ خرجت‏.‏ وقال ابن عقيل‏:‏ هي في الشرع‏:‏ بيع رُطَبٍ في رؤوس نخله بتمر كيلاً‏.‏ وهذا على الصحيح في المذهب، أنّ العَرِيَّة مختصة بالرطب بالتمر، وحدُّ المصنف رحمه الله خير منه، لكونه جامعاً مانعاً‏.‏

«مثل ما يؤول إليه» أي‏:‏ يرجع، عن الجوهري، وفسره ابن القطاع‏:‏ بـ «يصير»‏.‏

«بعضه ببعض» بالجر على البدل من جنس، ويجوز النصب على المحل، لأن «جنس» منصوب في المعنى، كأنه قال‏:‏ ولا يجوز أن يبيع جنساً بعضه ببعض، ويجوز رفعه على تقدير المصدر، «بأنْ» وفعل ما لم يسم فاعله، كأنه قال‏:‏ ولا يجوز أن يباع جنس بعضه ببعض‏.‏

«كمد عجوة» قال الجوهري‏:‏ العجوز‏:‏ ضرب من أجود التمر بالمدينة، ونخلها يُسَمَّى‏:‏ لِينَةً‏.‏

«كدينار قراضة» القُراضة، بضم القاف‏:‏ قطع الذهب، والفضة، يجوز نصبه على التمييز، وجره بالاضافة، أو على الصفة، وتنوين دينار على الأول، والثالث‏.‏

«بنعجة» قال الجوهري‏:‏ النَّعْجَةُ‏:‏ من الضأن، والجمع‏:‏ نِعَاج، ونَعَجَات‏.‏

«بيع الكالىء بالكالىء» وهما مهموزان، وبعض الرواة يترك همزهما تخفيفاً، قال الجوهري‏:‏ وكان الأصمعي لا يهمز، وأنشد‏:‏

وإذا تُبَاشِرُكَ الهمو

مُ فانها كَالٍ ونَاجِزْ

أي‏:‏ منها نسيئة، ومنها نَقْدٌ‏.‏ يقال‏:‏ كَلأ الدَّين، يكلأ، كلوءاً، فهو كالىء‏:‏ إذا تأخر‏.‏

«ما قبضه رديئاً» الرديء بالهمز‏.‏ قال الجوهري‏:‏ رَدُأَ الشَّيءُ رَدَاءَةً، فهو رديء، أي‏:‏ فاسد‏.‏

باب بيع الأصول والثمار

الأصول‏:‏ جمع أصل، وهو‏:‏ ما يتفرع غيره عليه، وقيل‏:‏ هو المحتاج إليه، وقيل‏:‏ غير ذلك‏.‏ والأصول هنا‏:‏ الأشجار، والأرَضُون‏.‏ والثمار‏:‏ جمع ثمر، كَجبَل وجِبَال، وواحد الثمر‏:‏ ثمرة، وجمع الثمار‏:‏ ثُمُر، كَكتابٍ وكُتُب‏.‏ وجمع الثُمُرِ‏:‏ أثْمار، كَعُنُقٍ وأعْنَاق، فَثَمَرةٌ ثم ثَمَرٌ ثم ثِمارٌ ثم ثُمُرٌ ثم أثمار، فهو‏:‏ رابع جمع‏.‏

«كالسلاليم» واحدها‏:‏ سُلَّم بضم السين وفتح اللام وهو‏:‏ المِرقاة، والدرجة، عن ابن سيده‏.‏ قال‏:‏ ويذكر ويؤنث، وأنشد لابن مقبل‏:‏

لا يُحْرِزُ المرءَ أحجاءُ البِلادِ وَلاَ

تُبْنَى له في السَّمواتِ السَّلالِيمُ

احتاج فزاد الياء‏.‏ وقال الجوهري‏:‏ السُّلَّم واحد السلاليم‏.‏

«والخوابي» واحدتها خابية‏.‏ قال الجوهري‏:‏ وهو‏:‏ الحبُّ الذي هو الزير وأصله الهمز، إلا أن العرب تركت همزه‏.‏

«والرحا» هي الطاحونة، وهي مؤنثة، والألف منقلبة من الياء، تقول‏:‏ هما الرَّحيان‏.‏ وتُمد، فيقال‏:‏ رحاء، ورحاءان، وأرْحِية، وَرَحَوْتُ‏.‏ الرحا وَرَحَيْتُها، إذا أدرتُها‏.‏

«من الكنز» الكَنْز‏:‏ المال المدفون، وقد كَنزَه يكنِزهُ‏:‏ إذا دفنه‏.‏

«والبكرة والقفل» البَكْرةُ‏:‏ التي يستقى عليها بسكون الكاف وفتحِها، لغة، حكاها صاحب «المشارق»‏.‏

والقفل بضم القاف‏:‏ الآلة المعروفة، وبالفتح‏:‏ الفعل، يقال‏:‏ قَفَل الباب، وأَقْفَلَه، وهي إغلاقه‏.‏

«والرطبة» تقدم في‏:‏ الشروط في البيع‏.‏

«والجزة الظاهرة» الجزة، بكسر الجيم‏:‏ ما تهيَّأ لأن يُجَزَّ، عن ابن سيده‏.‏ والجَزة، بالفتح‏:‏ المرَّة‏.‏

«إلى الحصاد» الحَصَادُ‏:‏ بفتح الحاء وكسرها‏:‏ قطع الزرع، يقال‏:‏ حصد يحصِد، ويحصُد‏.‏

«نخلاً مؤبراً» أَبَرَ النخل يَأبِرُه أبْراً، والاسم‏:‏ الآبار فهو‏:‏ آبِرٌ، والنخل مَأبُور، وأبَّرَ بتشديد الباء تَأبِيراً، فهو مُؤَبّر وأصل الآبار التلقيح، وهو‏:‏ وضع الذكر في الأنثى، وفسره المصنف رحمه الله‏:‏ بالتشقق، وهو لا يكون حتى يتشقق الطَّلع، وهو‏:‏ وعاد العُنْقُود، ولما كان الحكم متعلقاً بالظهور بالتشقق بغير خلاف، فسر التَّأبيرُ به، فإنه لم انشق طَلْعهُ ولم يؤبّر، كانت الثمرة للبائع‏.‏

«إلى الجداد» الجَداد‏:‏ بفتح الجيم وكسرها بالدال والذال المهملة والمعجمة‏.‏ عن ابن سيده، كله صرام النخل‏.‏

«ثمر باد» أي‏:‏ ظاهر‏.‏

«كالعنب» هو بكسر العين، ويقال له‏:‏ العِنَبَاء بالمد‏.‏

«والتوت» هو‏:‏ بتاءين مثناتين، ويقال‏:‏ بالمثلثة أخيراً، حكى ذلك الامام أبو عبدالله بن مالك في كتاب «وفاق الاستعمال» ونقله غيره، ونفاه الجوهري‏.‏ وقول المثبت مقدم على نفيه‏.‏

«من نوره» النَّوْر‏:‏ بفتح النون‏:‏ الزهر على أي لون كان، وقيل‏:‏ النَّوْر‏:‏ ما كان أبيض، والزهر ما كان أصفر‏.‏

«كالمشمش» هو‏:‏ بكسر الميمين، ونقل فتحهما عن أبي عبيد‏.‏

«من أكمامه» واحدها‏:‏ كم، وهو الغلاف، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ذاتُ الأكمام‏}‏ أي‏:‏ ذات الغُلُف، عن الضحاك، وأكثر ما يستعمل في وعاء الطّلْع‏.‏

«بدو صلاحها» يقال بَدَا يَبْدُو بُدُوَّا، كقَعَدَ، يَقْعُد، قُعُوداً، أي‏:‏ ظهر‏.‏ غير مهموز‏.‏

«فأتمرت» هي بالمثناة فوق، أي‏:‏ صارت تمراً‏.‏

«بجائحة» الجائحة‏:‏ الآفة التي تهلك الثمار، والأموال، وتستأصلها، وكل مصيبة عظيمة، وفتنة مبيرة‏:‏ جَائِحة والجمع‏:‏ الجوائح، وجاح الله المال، وأجاحه‏:‏ أهلكه، والسَّنَةُ كذلك‏.‏

«أن يتموه» قال الأزهري‏:‏ تَمَوّه العنب‏:‏ أن يصفو لونه، ويظهر ماؤه، وتذهب حموضته، ويستفيد شيئاً من الحلاوة، فإن كان أبيض، حسن قشره الأعلى، وضرب إلى البياض، وإن كان أسود، فحين يوكَتُ ويظهر فيه السواد‏.‏

«يبدو فيه النضج» النُضج‏:‏ بضم النون وفتحها مصدر‏:‏ نَضِج ينضُج نُضجاً ونَضجاً‏:‏ فهو ناضِج، ونَضِيج، ونضج‏:‏ إذا أدرك‏.‏ والله أعلم‏.‏

باب السلم

قال الأزهري‏:‏ السَّلم، والسّلف واحد، يقال‏:‏ سلَّم وأَسلم، وسلّف وأَسْلَف، بمعنى واحد، هذا قول جميع أهل اللغة، إلا أنَّ السلف‏:‏ يكون قرضاً أيضاً‏.‏

وحدُّه في الشرع‏:‏ عقد على موصوف في الذمة، مؤجل بثمن مقبوض في مجلس العقد‏.‏

«كالقماقم، والأسطال» القماقم‏:‏ واحدتها‏:‏ قمقم بضم القافين‏:‏ ما يُسَخَّنُ فيه الماء من نحاس، ويكون ضيّق الرأس، وقال الجوهري‏:‏ القمقمة معروفة‏.‏ قال الأصمعي‏:‏ وهو رومي، والأسطال‏:‏ واحدها‏:‏ سطل، قال ابن عباد وهي طُسَيْسَة صغيرة، وجمعه سطول، وقال غيره‏:‏ هي على هيئة التَّوْر له عروة‏.‏ قال الجوهري‏:‏ ويقال‏:‏ السَّيْطل، قلت‏:‏ ويقال‏:‏ صطل، بالصاد على لغة بني العنبر، فانهم يقلبون السين صاداً قبل الطاء، والقاف، والغين، والخاء المعجمتين، وقد نظمت ذلك في بيتين وهما‏:‏

السّينُ تُقْلَبُ صاداً قَبْلَ أَربَعةٍ

الطاءِ والقاف ثُمَّ الغينِ والخاءِ

إلى بَنِي العَنْبَرِ المذكور نِسْبَتُهُ

كالسَّطْلِ والسَّابِعِ التَّسْخِير إسْقَاء

«يجمع أخلاقاً» واحدها‏:‏ خِلط، بكسر الخاء عن الجوهري، أي‏:‏ مختلط‏.‏

«كالغالية والند والسكنجبين» الغَالِيَة‏:‏ نوع من الطِّيب، مركب من مسك وعَنْبَرٍ، وعُودٍ، ودُهْنٍ، وهي معروفة عن ابن الأثير، وقال‏:‏ يقال‏:‏ أول من سماها بذلك‏:‏ سليمان بن عبد الملك، تقول‏:‏ منه تَغَلَّيْتُ بالغَالِيَة‏.‏

وأما «النَّد» بفتح النون، فهو الطيِّب المعروف، قيل‏:‏ هو مخلوط من مسك وكافور‏.‏ قال الجوهري، وابن فارس وغيرهما‏:‏ ليس هو بعربي‏.‏

وأما «السّكنجبين» فليس هو من كلام العرب، وهو معروف مركب من السكر، والخل، ونحوه‏.‏

«وجودته» الجودة بفتح الجيم وضمها‏:‏ مصدر جاد يجود‏:‏ إذا صار جيِّداً‏.‏

«وإن شرط الأردأ» الأردأ‏:‏ مهموزاً أفعل تفضيل من ردء الشيء رداءة، فهو رديء‏.‏

«له وقع في الثمن» أي‏:‏ أثر في زيادته‏.‏

«أو صنجة» الصَّنْجَةُ‏:‏ صنجة الميزان معرَّب، قال ابن السِّكِّيت‏:‏ ولا تقل‏:‏ سنجة، بالسين‏.‏

«بستان بعينه» البستان‏:‏ فارسيُّ معرَّب، قاله ابن الجواليقي‏.‏

«كالبرية» قال الجوهري‏:‏ البَرِّية‏:‏ الصحراء‏.‏ والجمع‏:‏ البراري، والبَرِّيتُ بوزن فعليت‏:‏ البرِّيَّةُ أيضاً، فلما سُكِّنَتِ الياء، صارت الهاء تاء، كعِفْريتٍ وعِفْرِيَةٍ، والجمع البَرَارِيت‏.‏

باب القرض

القَرْض‏:‏ مصدر قرض الشيء يقرضه بكسر الراء‏:‏ إذا قطعه، والقرض‏:‏ اسم مصدر بمعنى الاقراض‏.‏ وقال الجوهري‏:‏ القرض‏:‏ ما تعطيه من المال لتقضاه، والقرض بالكسر‏:‏ لغة فيه‏.‏ حكاها الكسائي‏.‏ وقال الواحدي‏:‏ القرض‏:‏ اسم لكل ما يلتمس منه الجزاء، يقال‏:‏ أقرض فلان فلاناً‏:‏ إذا أعطاه ما يتحازاه منه، والاسم منه‏:‏ القرض، وهو‏:‏ ما أعطيته لتكافىء عليه، هذا إجماع من أهل اللغة‏.‏

«من المرافق المندوب إليها» المرافق‏:‏ واحدها‏:‏ مرفق بفتح الميم مع كسر الفاء وفتحها ما ارتفقت به، وانتفعت، والرفق‏:‏ ضد العنف‏.‏

والمندوب في اللغة‏:‏ المدعو، وحدَّه المصنف رحمه الله في «الروضة»‏:‏ بأنه مأمور لا يلحق بتركه ذم من حيث تركه من غير حاجة إلى بدل وقيل‏:‏ وهو‏:‏ ما فعله ثواب، ولا عقاب في تركه‏.‏

والمندوب‏:‏ مأمور به، وأنكر قوم كونه مأموراً به‏.‏

«استلف بكراً» البَكْرُ مِنَ الابل‏:‏ ما لم يُثَن‏.‏ وقال أبو السعادات‏:‏ البَكْر‏:‏ الثَّنِيُّ من الابل‏.‏ والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏

باب الرهن

الرَّهْنُ في اللغة‏:‏ الثبوت والدوام، يقال‏:‏ ماءٌ راهن، أي‏:‏ راكد، ونعمة راهنة، أي‏:‏ ثابتة دائمة، وقيل‏:‏ هو من الحبْس‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏كُلُّ امْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رهينة‏}‏ وجمعه رِهَانٌ، كَحَبْلٍ وحِبال، وَرَهْنٌ كَسَقْفٍ وسُقُف، عن أبي عمرو بن العلاء‏.‏ قال الأخفش‏:‏ وهي قبيحة، وقيل‏:‏ رُهُنٌ جمع رِهان، ككِتابٍ وكُتُب، ويقال‏:‏ رَهَنْت الشيء وأَرهنته بمعنى، قال المصنف رحمه الله‏:‏ وهو في الشرع‏:‏ المال الذي يجعل وثيقةً بالدَّيْنِ، ليستوفى من ثمنه إن تعذر استيفاؤه ممن هو عليه‏.‏

«وثيقة بالحق» الوثيقة بالحق‏:‏ التوثق به‏.‏ قال ابن القطاع‏:‏ وثِقْتُ بالشيء‏:‏ اعتمدت عليه، فالمرتهن معتمد على الاستيفاء من ثمن الرهن عند التعذر‏.‏

«رهن المشاع» قال الجوهري‏:‏ سهمٌ مشاعٌ، وشائعٌ، أي‏:‏ غير مقسوم‏.‏

«ونماء الرهن» تقدم ذكر النماء في «باب الخيار»‏.‏

«وهو أمانة» أي‏:‏ غير مضمون، والأمانة تقع على الطاعة، والعبادة، والديعة، والثقة‏.‏

«فيجبره» بضم الياء وفتحها، ويقال‏:‏ جبره على الأمر، وأجبره عليه، إذا أكرهه عليه‏.‏

«على يد عدل» أي‏:‏ في يد عدل و«على» تكون بمعنى «في» قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ودخل المدينة على حين غفلة‏}‏ أي‏:‏ في حين‏.‏

«عند الحلول» أي‏:‏ عند الوجوب، قال ابن القطاع‏:‏ حلَّ الحقُ حلاَّ، وحلولاً، وَتحِلَّة‏:‏ وجب عليه‏.‏

«أو يبيعه في الجناية» يبيعه بالنصب على إضمار «أن» وبالرفع، على أنه خبر مبتدأ محذوف وقد تقدم مثله في أوائل باب حكم الأرضين المغنومة‏.‏

«وان جُني عليه جناية» برفع «جناية» مفعولاً قائماً مقام الفاعل، وبنصبه على إقامة الجار والمجرور‏.‏

«قيمة أقلهما قيمة» الضمير في «أقلهما» عائد على العبد المرهون والجاني عليه المقتول به‏.‏ والله أعلم‏.‏

باب الضمان

الضمان‏:‏ مصد ضَمِنَ الشيء ضماناً، فهو ضامن وضَمِين‏:‏ إذا كَفَلَ به‏.‏ وقال ابن سيده‏:‏ ضمن الشيء ضَمَنَاً وضَماناً، وضَمَّنَه إياه، كَفَّله إياه، وهو‏:‏ مشتق من التّضمن، لأن ذمة الضامن تَتَضَمَّنُ، قاله القاضي أبو يعلى، وقال ابن عقيل‏:‏ الضمان مأخوذ من الضَّمِن، فتصير ذمة الضامن في ذمة المضمون عنه، وقيل‏:‏ هو مشتق من الضم، لأن ذمة الضامن تنظم إلى ذمة المضمون عنه، والصواب‏:‏ الأول، لأن «لام» الكلمة في الضم «ميم» وفي الضمان «نون» وشرط صحة الاشتقاق كون حروف الأصل موجودة في الفرع‏.‏

«مأله إلى الوجوب» أي‏:‏ مرجعه وعاقبته، وهو‏:‏ مصدر آل يؤول‏.‏

«عهدة المبيع» قال الجوهري‏:‏ العهدة‏:‏ كتاب الشراء‏.‏ ويقال‏:‏ عُهْدَتُهُ على فلان، أي‏:‏ ما أَدْرَكَ فيه من دَرَك فاصلاحه عليه، وقال المصنف رحمه الله في «المغني»‏:‏ ضمانه على المشتري‏:‏ أن يضمن الثمن الواجب بالبيع قبل تسليمه، وان ظهر فيه عيب، أو استحق، رجع بذلك على الضامن، وضمانه عن البائع للمشتري هو‏:‏ أن يضمن عن البائع الثمن متى خرج المبيع مستحقاً، أو رد بعيب، أو أرش العيب‏.‏

«في الكفالة» الكفالة‏:‏ هي مصدر كفل به كفْلاً، وكُفُولاً، وكفالةً، وكفَلته، وكفلت عنه‏:‏ تحملت‏.‏ وقرىء شاذاً ‏{‏وكَفِلَها زَكَرِياء‏}‏ بكسر الفاء‏.‏

ويقال‏:‏ صبر به، يصبر بالضم صبراً وصَبارة وحَمَل به حَمالة، وزعم به يزعم بالضم زعماً وزعامة، وقيل به بكسر الباء قَبالة فهو‏:‏ كفيل وصبير وزعيم وحميل وقبيل، كله بمعنى واحد‏.‏ والله أعلم‏.‏

باب الحوالة

قال ابن فارس‏:‏ هي من قولك‏:‏ تحول فلان عن داره إلى مكان كذا وكذا، فكذلك الحق تحول مال من ذمة إلى ذمة، وقال صاحب «المستوعب» الحوالة‏:‏ مشتقة من التحول، لأنها تنقل الحق من ذمة المحيل إلى ذمة المحال عليه، ويقال‏:‏ حال على الرجل، وأحال عليه بمعنى، نقلهما ابن القطاع‏.‏

«إن كان المحال عليه مليئاً» المليء‏:‏ مهموز، قال أبو السعادات‏:‏ هو الثقة الغني، وقد ملؤ فهو مليء، بين الملاءة، والملاء، وقد أولع الناس بترك الهمز وتشديد الياء‏.‏

وقال المصنف في «الكافي» المليء‏:‏ الموسر غير المماطل‏.‏ وقال في «المغني» كان المليء عنده ـ يعني الامام أحمد رحمه الله تعالى ـ أن يكون مليئاً بماله، وقوله، وبدنه، ونحو هذا‏.‏ والله أعلم‏.‏

باب الصلح

الصُّلْح‏:‏ اسم مصدر، لـ‏:‏ صالحه مصالحة، وصلاحاً بكسر الصاد، قال الجوهري‏:‏ والاسم‏:‏ الصُّلْح، يذكر ويؤنث، وقد اصطلحا وصالحا واصّالحا مشدد الصاد، وصلح الشيء بضم اللام وفتحها‏.‏ قال المصنف رحمه الله‏:‏ الصلح‏:‏ معاقدة يتوصل بها إلى الاصلاح بين المختلفين، ويتنوع أنواعاً، صلح بين المسلمين وأهل الحرب، وصلح بين أهل العدل وأهل البغي، وصلح بين الزوجين إذا خيف الشقاق بينهما، وهذا الباب للصلح بين المتخاصمين في الأموال‏.‏

«أو بني له فوقه غرفة» الغرفة، بضم الغين‏:‏ العلِّيَّة، ويقال للسماء السابعة‏:‏ غرفة، عن ابن فارس وغيره‏.‏

«المدعي عليه العبودية» العبودية‏:‏ مصدر عبد العبد عبودية، وعبودة، وهي مرفوعة، مفعول، قائم مقام الفاعل للمدعي، ويجوز نصبها على مذهب الكوفيين لقيام الجار والمجرور مقام الفاعل‏.‏

«شقصاً» يذكر ويؤنث، يذكر في باب الشفعة‏.‏

«ويعجزه عن استنقاذها»، أي‏:‏ تخليصها، والضمير في استنقاذها عائد على العين المصالح عنها، لأنه قال في أول الفصل‏:‏ أن يدعي عليه عيناً، أو ديناً‏.‏

وصلح الأجنبي عن دين المنكر، لا يصح، لأنه اشترى ما لا يقدر على قبضه، ولأن بيع الدين في ذمة المقر لا يصح، فبيعه في ذمة من ينكره، ولا يقدر مشتريه على قبضه أولى‏.‏

«ممراً» الممر‏:‏ موضع المرور، قاله الجوهري‏.‏

«وبقعة يحفرها بئراً» قال ابن عباد في كتاب «المحيط» البُقعة والبَقعة‏:‏ يعني بضم الباء وفتحها‏:‏ قطعة من الأرض على غير هيئة التي إلى جنبها، والجمع‏:‏ بقاع، وبُقَع‏.‏

«إذا وصف العلو والسفل» قال ابن سيده‏:‏ السُّفْل والسِّفْل يعني بضم السين وكسرها، والسُّفلة‏:‏ نقيض العلو‏.‏ والعلو، بضم العين وكسرها‏:‏ نقيض السّفل، حكاهما الجوهري، وغيره‏.‏

«وإذا حصل في هوائه» قال الجوهري‏:‏ الهواء ممدوداً‏:‏ ما بين السماء والأرض، وكل خال هواء، وهوى النفس مقصور‏.‏

«ولا يجوز أن يشرع» بفتح الياء والراء وبضم الياء وكسر الراء، يقال‏:‏ شرعت باباً إلى الطريق، وأشرعته، أي‏:‏ فتحته، وقد استعمل المصنف رحمه الله «يشرع» بمعنى «يخرج»، فلعله من باب تضمين الفعل معنى فعل آخر‏.‏

«جناحا» إلى آخر الباب‏.‏ الجناح بالفتح من الطائر‏:‏ معروف، ومن الإنسان‏:‏ يده، ومن العسكر‏:‏ جانبه، فسمي ما يخرج إلى الطريق من الخشب جناحاً تسمية له بذلك‏.‏ والساباط‏:‏ تقدم في صلاة أهل الأعذار‏.‏

والدكان‏:‏ بضم الدال قال أبو السعادات‏.‏ الدكان‏:‏ الدكة المبنية للجلوس عليها و«النون» مختلف فيها، فمنهم من يجعلها أصلاً، ومنهم من يجعلها زائدة، وقال الجوهري‏:‏ الدكان‏:‏ واحد الدكاكين، وهي الحوانيت فارسي معرب‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ هو عربي مشتق من دكيت المتاع إذا نضدته‏.‏ والدرب، بسكون الراء‏:‏ الطريق، وقيل هو بفتح الراء للنافذ، وبسكونها لغير النافذ، نقلهما أبو السعادات‏.‏

والاستطراق‏:‏ استفعال من الطريق، أي‏:‏ ليجعله طريقاً له‏.‏

والروزنة‏:‏ قال ابن السكيت‏:‏ الروزنة‏:‏ الكوة، وهي معربة‏.‏

والطاق‏:‏ الفارغ ما تحته وهي الحَنيَّة وتسمى الأزج أيضاً‏.‏ كله عن ابن قرقول‏.‏ وقال ابن عباد‏:‏ الطاق‏:‏ عقد البناء حيث ما كان، والجمع‏:‏ الأطواق، والطيقان‏.‏ والجدال والجدر‏:‏ الحائط‏.‏ والآلة‏:‏ الأداة أي شيء كانت كذا ذكره صاحب «الوجوه والنظائر» والمراد بها‏:‏ الأنقاض‏.‏ والباني بالباء الموحدة‏:‏ اسم فاعل من بنى يبني، وليس بالثاء المثلثة، كذا قرأته على شيخيَّ اللذين أخذاه من عن مصنفه أَبَوَيْ الفرج عبد الرحمن المقدسي، والحراني، رحمهما الله تعالى وإياي‏.‏

والنهر‏:‏ بفتح الهاء وسكونها لغتان مشهورتان لهذا المعروف، ويجمع في القلة على أنهار، وفي الكثرة على نهور بضم النون والهاء مشق من أنهار الدم‏:‏ اسالته‏.‏

والبئر‏:‏ مؤنثة مهموزة، ويجوز تخفيفها، وجمعها في القلة آبار وآبار بالمد على القلب، وأَبْؤر، وفي الكثرة على بيار‏.‏

والدولاب‏:‏ قال الجوهري واحد الدواليب، فارسي معرب‏.‏ وحكى غيره فيه ضم الدال وفتحها‏.‏

والناعورة‏:‏ قال الجوهري‏:‏ الناعورة‏:‏ واحدة النواعير التي يستقى بها يديرها الماء ولها صوت، قال ابن عباد‏:‏ والناعورة‏:‏ ضرب من الدلاء يستقى بها‏.‏

والناعورة‏:‏ مضيق في نهر في صبب، كالميزاب، ومنه ناعورة الرحا المركبة على الجناح‏.‏

والقناة‏:‏ هي الآبار التي تحفر في الأرض متتابعة ليستخرج ماؤها، ويسيل على وجه الأرض‏.‏

وقنىً‏:‏ جمع قناة كتمرة وتمر، وقنوات كسنوات‏.‏ وقُنِيّ جمع الجمع لأن فَعْلَة لا يجمع على فعول إلا في خمسة ألفاظ وقد نظمتها في هذا البيت‏:‏

فُعُولٌ عَلَى فَعْلَةٍ بَدْرَةٌ

صخورٌ علومٌ مؤونٌ هُزُوم

كتاب الحجر

الحجر، بفتح الحاء وهو في اللغة‏:‏ المنع، وفي الشرع‏:‏ التضييق، ومنه سمي الحرام حجراً بكسر الحاء وفتحها وضمها، ويسمى العقل حجراً، لكونه يمنع صاحبه من ارتكاب ما يقبح وتضر عاقبته‏.‏ وهو في الشريعة‏:‏ منع الانسان من التصرف، وهو أنواع‏.‏

أحدها‏:‏ الحجر على الصبي‏.‏ والثاني‏:‏ على المجنون‏.‏ والثالث‏:‏ الحجر على السفيه‏.‏ والرابع‏:‏ الحجر على المفلس بحق الغرماء، والخامس‏:‏ الحجر على المريض في التبرع لوارث، أو لأجنبي بزيادة على الثلث‏.‏ والسادس‏:‏ الحجر على المكاتب والعبد لحق سيدهما‏.‏ والسابع‏:‏ الحجر على الراهن في الرهن لحق المرتهن‏.‏ والثامن‏:‏ المرتد يحجر عليه لحق المسلمين، يقال‏:‏ حجر الحاكم يحجُر ويحجِر بضم الجيم وكسرها‏.‏

«على مفلس» قال المصنف رحمه الله في «المغني» هو‏:‏ الذي لا مال له، ولا ما يدفع به حاجته، وإنما سمي مفلساً، لأنه لا مال له إلا الفلوس‏.‏ وهي أدنى أنواع المال، والمفلس في عرف الفقهاء‏:‏ من دينه أكثر من ماله، وخرجه أكثر من دخله، ويجوز أن يكون سمي بذلك لما يؤول إليه من عدم ماله بعد وفاء دينه، ويجوز أن يكون سمي بذلك، لأنه يمنع من التصرف في ماله إلا الشيء التافة، كالفلوس، ونحوها‏.‏ وقال أبو السعادات‏:‏ معناه‏:‏ صارت دراهمه فلوساً، وقيل‏:‏ صار إلى حال يقال‏:‏ ليس معه فليس‏.‏

«فلغريمه» الغريم هنا‏:‏ رب الدين قال الجوهري‏:‏ الغريم‏:‏ الذي عليه الدين، وقد يكون الذي له الدين، قال كثير‏:‏

قَضَى كُلُّ ذِي دَيْنٍ فَوفّى غَرِيمه

وعَزَّهُ مَمْطُولٌ مُعَنّى غَرِيمُها

«يفي به» بغير همز، أي‏:‏ لا يتم به وفاؤه، مضارع‏:‏ وفى، قال أبو السعادات‏:‏ يقال وفى بالشيء وأوفى ووفى بمعنىً‏.‏

«أَضر» أي‏:‏ أقام على الامتناع، عن ابن القطاع وغيره‏.‏

«ادعى الاعسار» الاعسار‏:‏ الاضاقة، عن ابن فارس‏.‏ وفي «صحيح مسلم» «وأتجوز عن المعسر» وقال ابن القطاع‏:‏ عسرتك عسراً وأعسرتك‏:‏ طلبت منك الدين على عسرة، فالمعسر على هذا‏:‏ المضيق، والمطالب له‏.‏

«حلف» يقال‏:‏ حُلِّفَ وأُحْلِفَ واسْتُحلِف كله بمعنىً‏.‏

«وخلى سبيله» السبيل‏:‏ الطريق يذكر ويؤنث ويجوز رفعه مفعولاً قائماً مقام الفاعل، ويجوز نصبه على الظرف والقائم مقام الفاعل مضمراً، أي‏:‏ خلي هو في سبيله‏.‏

«نسج الغزل وخبز الدقيق» بفتح أولهما مصدر نسج وغزل‏.‏

«بهزال» الهزال، بضم الهاء‏:‏ ضد السمن، يقال‏:‏ هزلت الدابة هزالاً وهزلتها أنا، وأهزلتها‏:‏ أعجفتها‏.‏

«ودفع قيمة الغراس والبناء» الغراس‏:‏ بكسر الغين فسيل النخل، وما يغرس من الشجر‏.‏

والبناء‏:‏ مصدر بنى يبني وهو هنا بمعنى المفعول، كالخلق بمعنى المخلوق‏.‏

«من مسكن» بفتح الكاف وكسرها وهو‏:‏ المنزل والبيت‏.‏

«وخادم» الخادم‏:‏ واحد الخدم غلاماً كان أو جارية، وأخدمه‏:‏ أعطاه خادماً، وجاء بغير هاء إجراءً له مجرى الأسماء الجامدة‏.‏

«ثم بالأثاث ثم بالعقار» الأثاث‏:‏ متاع البيت‏.‏ قال الفراء‏:‏ لا واحد له‏.‏ وقال أبو زيد‏:‏ الأثاث‏:‏ المال جمع، واحدته أثاثة، والأول‏:‏ المراد هنا، قال الجوهري‏:‏ العقار بالفتح‏:‏ الأرض، والضياع، والنحل، ومنه قولهم‏:‏ ماله دار ولا عقار‏.‏ وقال شيخنا رحمه الله في «مثلثه»‏:‏ العقار‏:‏ متاع البيت، وخيار كل شيء، والمال الثابت، كالأرض والشجر، والمراد هنا ما قاله الجوهري‏.‏

«ويعطى المنادي» المنادي‏:‏ هو السمسار وهو‏:‏ الذي يدخل بين البائع والمشتري لامضاء البيع‏.‏

«ورشدا» تقدم ذكر الرشد في أول كتاب البيع أيضاً، ورشدا بالألف ضمير الصبي والمجنون‏.‏

«بالاحتلام» الاحتلام‏:‏ مصدر احتلم‏:‏ إذا رأى في نومه، تقول‏:‏ احتلم، وحلم بفتح الحاء واللام حُلُما، وحُلْما، بضم اللام وسكونها مع ضم الحاء والمراد هنا‏:‏ انزال المني ولو كان مستيقظاً، ولو رأى في نومه أنه يجامع ولم ينزل، لم يحم ببلوغه‏.‏

«من أولاد التجار» بضم التاء وتشديد الجيم جمع تاجر، وهو مقيس في فاعل صفة مذكر عاقل، كضارب، وضراب‏.‏ وحكى ابن سيده في «المحكم»‏:‏ تجار بكسر التاء وتخفيف الجيم وهو‏:‏ جمع تجر، وتجر جمع تاجر، كصاحب وصحب، وصحاب‏.‏

«من أولاد الرؤساء» الرؤساء‏:‏ جمع رئيس كنيء بالهمز وبياء وفعيل، إن كان صحيحاً جمع على فعلاء، وإن كان معتلاً جمع على أفعلاء كولي وأولياء‏.‏ قال الجوهري‏:‏ ويقال‏:‏ ريِّس كقيِّم، وقال المصنف في «المغني» وإن كان من أولاد الدهاقين والكبراء الذين يصان أمثالهم عن الأسواق‏.‏

«والكتاب» الكتاب‏:‏ جمع كاتب، وهو جمع مقيس في فاعد المذكر العاقل‏.‏

«واستجادته» استفعال من الجودة، أي‏:‏ تحصل الجيد منه‏.‏

«كالقمار والغناء» القمار‏:‏ مصدر قامره‏:‏ إذا لعب معه على مال يأخذه الغالب من المغلوب كائناً ما كان، إلا ما استثني في باب السبق، يقال‏:‏ قَمَرَهَ يقمُرُهُ ويقمِره بضم الميم وكسرها عن صاحب «المحيط»، وأقمره، عن ابن القطاع، وغيره‏.‏

والغناء، بكسر الغين ممدوداً‏:‏ الصوت المعروف، والأغنية‏:‏ بضم الهمزة وتشديد الياء بمعنى الغناء، والجمع الأغاني، يقال منه‏:‏ تغنى وغنى بمعنى، والغناء بفتح العين ممدوداً‏:‏ النفع‏.‏

«أو حابى» حابى‏:‏ فاعل، من الحِبَاء‏:‏ العطية، فمتى باع بدون ثمن المثل، أو اشترى بأكثر منه، فقد حابى بالقدر الزائد‏.‏

«وتزويج إمائهما» وهو جمع أمة، وهي خلاف الحرة، وأصله‏:‏ أَمَوَةٌ بالتحريك، ويجمع على إمْوَان، كاخوان، وعلى آمٍ بوزن باب، كله عن الجوهري‏.‏

«في المكتب» المكتب‏:‏ هو موضع تعلم الكتابة، والجمع المكاتب‏.‏ فأما الكتَّاب، فجمع كاتب‏.‏ وقال الجوهري‏:‏ الكتّاب والمكْتَبُ واحد، فعلى هذا، إذا أطلق الكتاب على الموضع، فعلى حذف المضاف، أي‏:‏ مكان الكتاب‏.‏

«أو غبطة» قال الجوهري وابن فارس‏:‏ الغبطة‏:‏ حسن الحال، وقد فسرها المصنف رحمه الله تعالى شرعاً، وقال في «الكافي»‏:‏ المنصوص أن للوصي بيعه إذا كان نظراً لهم من غير تقييد بهذين، لكونه لا غلة له، أو له غلة يسيرة، ونحو ذلك‏.‏

«فهل يصح عتقه» أي‏:‏ إعتاقه وقد تقدم‏.‏

«فيما يتولى مثله» يجوز رفع «مثله» على أنه فاعل، ونصبه على أنه مفعول‏.‏

«يتجر» بوزن يقتل، ويتّجر بوزن يدَّخر‏.‏

«يفديه» بفتح الياء، أي‏:‏ يعطي فداه‏.‏ قال الجوهري‏:‏ يقال‏:‏ فداه‏.‏ وفاداه‏:‏ إذا أعطى فداءه، وفداه بنفسه وفدَّاه‏:‏ إذا قال له‏:‏ جعلت فداك‏.‏

«عبده المأذون» كذا وقع بخط المصنف رحمه الله، وحقه أن يكون عبده المأذون له، لأن الفعل إذا كان متعدياً بحرف الجر، كان اسم مفعوله كذلك، ومخرجه من وجهين‏.‏ أحدهما‏:‏ أن يكون ضمن «أذن» معنى «أطلق»، أو «أمكن»، فكأنه قال‏:‏ عبده المطلق، أو الممكن‏.‏ والثاني‏:‏ أن يكون حذف حرف الجر، ثم عدّى الفعل بنفسه توسعاً، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏واليوم الموعود‏}‏ أي‏:‏ الموعود به‏.‏

«بالاباق» الاباق‏:‏ مصدر أبَقَ، وأبِق بفتح الباء وضمها وكسرها في المضارع‏.‏

«وكسوة الثياب» بكسر الكاف وضمها مصدر كسا، عن ابن القطاع، وكذلك اسم الملبوس‏.‏

«وكذلك هدية للمأكول» هدية فعيلة بمعنى مفعولة، ويجوز أن يراد به نفس الاهداء، يقال‏:‏ أهديت الهدية، وهديتها، نقلهما الزجاج‏.‏

«بالرغيف» الرغيف‏:‏ معروف، وجمعه رغفان، ورغف، وأرغفة، في القلة، والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏

باب الوكالة

الوكالة، بفتح الواو وكسرها‏:‏ التفويض، يقال‏:‏ وكله، أي‏:‏ فوض إليه، ووكلت أمري إلى فلان، أي‏:‏ فوضت إليه، واكتفيت به، وتقع الوكالة أيضاً على الحفظ، وهو‏:‏ اسم مصدر بمعنى التوكيل‏.‏

«وليته وموليته» قال الجوهري‏:‏ كل من ولي أمر واحد، فهو وليه، فـ‏:‏ «موليته وزنها في الأصل‏:‏ مفعولته، فدبر بإبدال الضمة كسرة، وقلب الواو ياء، وإدغامها في الياء، فصار موليَّة كمبنيٍّ ومَبْنيّة، ووليته‏:‏ فعيلته بمعنى مفعولته، ولحقته التاء لكونه لم يتبع موصوفه، فهو كجريح وجريحة‏.‏

«في حضرة الموكل» بفتح الحاء وضمها وكسرها، أي‏:‏ بحضوره، عن الجوهري وغيره‏.‏

«بالكسر» يذكر في «باب حد المسكر»‏.‏

«بألف حالة» الألف‏:‏ مذكر، وأنت «حالة» باعتبار أنه دراهم، قال ابن السكيت‏:‏ لو قلت‏:‏ هذه الألْف بمعنى هذه الدراهم ألف، لجاز، والجمع‏:‏ ألوف، وآلاف‏.‏ و«حالة» بالجر‏:‏ صفة لألف، ويجوز نصبه على الحال على ضعف‏.‏

«في الخصومة» أي‏:‏ في إثبات الحق، لأنه لا يتوصل إلى القبض إلا بها غالباً‏.‏

«بغير تفريط» التفريط‏:‏ مصدر فرط، أي‏:‏ قصر في الشيء، وضيعه حتى فات‏.‏

«يجعل» يأتي تفسيره في باب «الجعالة»‏.‏

«فلانة» فلانٌ وفلانة‏:‏ كناية عن اسم سمي به المحدث عنه، خاص غالب، ويقال في غير الناس‏:‏ الفلان والفلانة، كله عن الجوهري، والله أعلم‏.‏

كتاب الشركة

قال ابن القطاع‏:‏ يقال‏:‏ شَرِكْتُكَ في الأمر أَشْرَكُكَ شِرْكاً وشِرْكةً، وحكي‏:‏ بوزن نعمة وسرقة، وحكى مكي لغة ثالثة‏:‏ شَرْكَة بوزن تمرة، وحكى ابن سيده‏:‏ شركته في الأمر وأشركته‏.‏ وقال الجوهري‏:‏ وشَرَكْتُ فلانا‏:‏ صرت شريكه، واشْتَركْنا، وتَشَاركْنا في كذا، أي‏:‏ صرنا فيه شركاء‏.‏ والشِّرك بوزن العلم‏:‏ الاشراك، والنصيب، قال المصنف رحمه الله في «المغني» هو‏:‏ الاجتماع في استحقاق، أو تصرف‏.‏

«العنان» بكسر العين، وفي تسميتها بذلك ثلاثة أوجه‏.‏ أحدها‏:‏ أنها من عنَّ الشيء يعِنُّ ويَعُنُّ بكسر العين وضمها‏:‏ إذا عرض، كأنه عَنَّ لهما هذا المال، أي‏:‏ عرض فاشتركا فيه، قاله الفراء، وابن قتيبة، وغيرهما‏.‏ والثاني‏:‏ أن العنان‏:‏ مصدر عانه عنَّاً ومعانة‏:‏ إذا عارضه، فكل واحد منهما عارض الآخر بمثل ماله وعمله‏.‏ والثالث‏:‏ أنها شبهت في تساويهما في المال والبدن بالفارسين إذا سوّيا بين فرسيهما، وتساويا في السير، فإن عنانيهما يكونان سواء‏.‏ ذكر المصنف رحمه الله معنى الثلاثة في «المغني»‏.‏ والعنان في اللغة‏:‏ السير الذي يمسك به اللجام‏.‏

«والوضعية» هي فعيلة‏:‏ بمعنى مفعولة، قال أبو السعادات‏:‏ الوضيعة‏:‏ الخسارة، وقد وضع في البيع يوضع وضيعة، يعني‏:‏ أن الخسارة على قدر المال‏.‏

«يحابى» يقال‏:‏ حباه يحبوه حبواً، وحباءاً‏:‏ إذا أعطاه، فليس له أن يعطي، لأنه تبرع، ولا يتبرغ بمال غيره، وفي معناه‏:‏ البيع بدون القيمة، والشراء بأكثر منها، لأنه عطية المعنى، وقد تقدم معناه في «الحجر»‏.‏

«ولا يأخذ به سفتجة» السفتجة‏:‏ بفتح السين المهملة والتاء المثناة فوق، بينهما فاء ساكنة وبالجيم‏:‏ كتاب لصاحب المال إلى وكيله في بلد آخر، ليدفع إليه بدله، وفائدته‏:‏ السلامة من خطر الطريق ومؤنة الحمل‏.‏

«أو يبضع» بضم الياء مضارع أبضع‏.‏ قال الجوهري‏:‏ البضاعة‏:‏ طائفة من المال تبعث للتجارة‏.‏ تقول‏:‏ أبضعت الشيء واستبضعته، أي‏:‏ جعلته بضاعة، وقد فسره المصنف رحمه الله بعد هذا بيسير‏.‏

«وان تقاسما الدين» قسمة الدين في الذمة الواحدة لا تصح، وكذا في ذمتين فصاعداً في أصح الروايتين‏.‏

«الثاني‏:‏ المضاربة» المضاربة مصدر ضارب، وقد فسرها المصنف رحمه الله بما ذكر، وذكر في «المغني» في اشتقاقها وجهين، أصحهما‏:‏ أنها مشتقة من الضرب في الأرض، وهو‏:‏ السفر فيها للتجارة‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وآخرون يضربون في الأرض‏}‏‏.‏ والثاني‏:‏ من ضرب كل واحد منهما في الربح بسهم، وتسمى‏:‏ القراض والمقارضة‏.‏ وفي اشتقاقها قولان، أحدهما‏:‏ من القرض‏:‏ القطع، لأن صاحب المال اقتطع من ماله قطعة وسلمها إلى العامل، واقتطع له قطعة من الربح‏.‏ والثاني‏:‏ من المقارضة‏:‏ الموازنة‏.‏ يقال‏:‏ تقارض الشاعران‏:‏ إذا وازن كل واحد صاحبه، وهاهنا من العامل العمل، ومن الآخر المال، فتوازنا‏.‏

«تأقيت المضاربة» أي‏:‏ توقيتها، والهمزة منقلبة عن الواو‏.‏ ويقال‏:‏ وقّتَ الشيء، ووقَتَه بالتخفيف، وأقّته تأقيتا بالهمز، فهو مُوَقّت، وموقوت ومؤقّت بالهمز‏.‏

«في التسري» التَّسري‏:‏ مصدر تسرّى تسرّياً‏:‏ إذا أخذ سُرِّية، وقد تقدم ذلك في كتاب «الجنائز» مستوفى‏.‏

«الا أن يجيزه» الضمير في «يجيزه» للشراء الدال عليه «فاشترى»‏.‏

«لزم العامل تقاضيه» أي‏:‏ المطالبة به‏.‏ والاقتضاء‏:‏ الطلب‏.‏ قال الجوهري‏:‏ اقتضى دينه وتفاضاه بمعنىً‏.‏

«من خيانة» بالخاء وبعدها ياء مثناة تحت، كذا وجدتها مضبوطة بخط المصنف رحمه الله، وهي ضد الأمانة، يقال‏:‏ خانه يخونه خونا وخيانة ومخانة، واختانه‏.‏

«والاحتشاش» هو‏:‏ أخذ الحشيش، افتعال من الحش، والاصطياد‏:‏ افتعال من الصيد، والطاء منقلبة عن تاء الافتعال، وهو عبارة عن أخذ الصيد‏.‏

«والتلصص» هو‏:‏ تفعّل من اللصوصيّة بفتح اللام وضمها، والص بكسر اللام وضمها وفتحها، نقلها ابن سيده في كتابه «المخصص»‏.‏

«شركة المفاوضة» المفاوضة‏:‏ مفاعلة، يقال‏:‏ فاوضه مفاوضة، أي‏:‏ جازاه، وتفاوضوا في الأمر، أي‏:‏ فاوض بعضهم بعضاً‏.‏ وشركة المفاوضة ضربان‏.‏ أحدهما‏:‏ أن يشتركا في جميع أنواع الشركة، كالعنان، والأبدان، والوجوه، والمضاربة، فهي شركة صحيحة‏.‏ والثاني‏:‏ ما فسره به المصنف رحمه الله، فهي فاسده عند إمامنا، والشافعي‏.‏ وأجازه أبو حنيفة بشروط شرطها، وحكيت إجازتها عن الثوري، والأوزاعي، ومالك‏.‏

«كوجدان لقطة» بكسر الواو مصدر وجد، قال ابن سيده‏:‏ وجد الشيء يَجِدُه، ويَجُدُهُ وُجْداً ووجْدَاناً وَوُجُوداً، وجِدَة ووِجداناً وإجداناً، والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏

باب المساقاة

وهي‏:‏ مفاعلة من السقي، قال المصنف رحمه الله في «المغني» المساقاة‏:‏ أن يدفع الرجل شجره إلى آخر ليقوم بسقيه، وعمل سائر ما يحتاج إليه، بجزء معلوم له من ثمره، وذكره الجوهري بمعناه‏.‏

«والزبار والتلقيح» الزِّبار‏:‏ بكسر الزاي، لم أره في كتب اللغة، وكأنه مولَّد‏.‏ وهو في عرف أهل زماننا‏:‏ تخفيف الكرم من الأغصان الرديئة وبعض الجيدة يقطعها بمنجل ونحوه‏.‏ قال ابن القطاع‏:‏ زبرت الشيء‏:‏ قطعته‏.‏ وأما التلقيح، فهو وضع الذكر في الأنثى، وهو التأبير أيضاً، وقد تقدم في بيع الأصول والثمار‏.‏

«والتشمس» هو جعل ما يحتاج إلى أن يجعل في الشمس فيها‏.‏

«ومالا، فلا» أي‏:‏ وما لا يتكرر، فلا يلزمه، وكذا كل ما في الكتاب من هذا النوع يقدر كل موضع بما يليق به‏.‏

«ان سقي سيحاً» السيح‏:‏ مصدر ساح الماء يسيح سيحاً‏:‏ إذا جرى على وجه الأرض، قاله الجوهري، وانتصابه إما على المصدر، نحو سَقَى سَقْياً سيحا، أي‏:‏ ذا سيح، وإما على إسقاط الخافض، أي‏:‏ سقي بسيح‏.‏ ومثال السقي سيحاً، أن يفتحه من نهر، أو قناة، ونحو ذلك‏.‏

«في المزارعة» المزارعة‏:‏ مفاعلة من الزرع، قال المصنف رحمه الله في «المغني» وهي دفع الأرض إلى من يزرعها، ويعمل عليها، والزرع بينهما‏.‏

«فزارعه الأرض» أي‏:‏ على الأرض، أو ضمن زارع، يعني‏:‏ أعطى، وكذا ساقيتك هذا البستان، أي‏:‏ أعطيتكه مزارعة، ومساقاة‏.‏

«قفزاناً معلومة» وهي‏:‏ جمع قفيز، وقد تقدم ذكره في موضعه‏.‏

باب الاجارة

الاجارة‏:‏ بكسر الهمزة مصدر أجره يأجره أجراً وإجارة، فهو مأجور، هذا المشهور‏.‏ وحكي عن الأخفش والمبرد‏:‏ آجره بالمد فهو مؤجر، فأما اسم الاجرة نفسها، فاجارة بكسر الهمزة وضمها وفتحها، حكى الثلاثة ابن سيده في «المحكم» وقال المصنف رحمه الله في «المغني»‏:‏ واشتقاق الاجارة من الأجر، وهو‏:‏ العوض، ومنه سمي الثواب أجراً، لأن الله تعالى يعوض العبد على طاعته ويصبره على مصيبته‏.‏ ويقال‏:‏ أجرت الأجير وآجرته بالقصر والمد‏:‏ أعطيته أجرته، وكذا أجره الله تعالى، وآجره‏:‏ إذا أثابه‏.‏

«والكراء» الكراء‏:‏ بكسر الكاف ممدوداً، قال الجوهري‏:‏ والكراء ممدوداً، لأنه مصدر كاريت، والدليل على ذلك أنك تقول‏:‏ رجل مكارٍ، ومفاعل، إنما يكون من فاعلت‏.‏ آخر كلامه، يقال‏:‏ أكريت الدار والدابة، ونحوهما، فهي مكراة، وأكريت، واستكريت، وتكاريت بمعنىً، والكراء يطلق على المكري والمكتري‏.‏

«بالعرف» العرف‏:‏ في اللغة‏:‏ ضد النكر، ثم هو عبارة عما يتعارفه الناس بينهم، والنسبة إليه عرفي، ومنه قوله في الإيمان‏:‏ الأسماء العرفية، وهي‏:‏ ما يتعارفها الناس على خلاف ما هي عليه لغة‏.‏

«كحمل زبرة حديد» الزبرة‏:‏ بضم الزاي‏:‏ القطعة من الحديد، والجمع‏:‏ زُبَر‏:‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏آتوني زبر الحديد‏}‏ وزبُر أيضاً بضمتين، حكاهما الجوهري‏.‏

«وسمكه» سمكه بفتح السين وسكون الميم‏:‏ ثخانته، والسّمك في الحائط‏:‏ بمنزلة العمق في غير المنتصب‏.‏

«فرساً أو بعيراً» نصب بـ «كان» مقدرة، كما تقدم في «باب الغسل» أصلياً، أو مرتداً‏.‏

«وكذلك الظئر» الظئر، بكسر الخاء المعجمة بعدها همزة ساكنة‏:‏ المرضعة غير ولدها، ويقال لزوجها‏:‏ ظئر أيضاً، وقد ظأره على الشيء‏:‏ إذا عطفه عليه‏.‏

«عند الفطام» فطام الصبي‏:‏ فصاله عن أُمه، فطمت الأم ولدها، فهو فطيم، ومفطوم‏.‏

«أو قصار» قال الجوهري‏:‏ هو الذي يدق الثياب‏.‏ قلت‏:‏ وهو في عرف بلادنا‏:‏ الذي يُبيّض الثياب بالغسل، والطبخ، ونحوهما‏.‏ والذي يدق يسمى‏:‏ الدقاق، ولا فرق بينهما، ولا بين كل صانع منتصب للعمل بأجرة‏.‏

«خطته رومياً» خطته‏:‏ بكسر الخاء وتشديد الطاء، و«رومياً» منسوب إلى الروم، وهم‏:‏ جيل من الناس، وهم من ولد الروم ابن عيصو،يقال‏:‏ روميّ وروم، كما يقال‏:‏ زنجيّ وزنج‏.‏ وفارسياً‏:‏ منسوب إلى فارس البلاد المعروفة، وروميّ وفارسيّ إشارة إلى توعين من الخياطة كانا معروفين‏.‏

«والزنا والزمر والغناء» الزنا‏:‏ يذكر في أول «باب حد الزنا»، والغناء تقدم في باب «الحجر»‏.‏

وأما الزَّمرْ فمصدر‏:‏ زَمَرَ يَزْمِر ويَزْمُر زَمْراً فهو زَمَّار، ولا يكاد يقال‏:‏ زَامِر‏.‏

«أو بيت نار» البيت‏:‏ معروف‏.‏ والنار‏:‏ معروفة مؤنثة، وجمعها‏:‏ نُورٌ وأَنْورٌ، ونِيرَانٌ، وأصلها الواو، والمراد هنا‏:‏ النار التي يعبدها المجوس، أو من يعبدها‏.‏

«واستئجار النقد» النقد في الأصل‏:‏ مصدر نقد الدراهم‏:‏ إذا استخرج منها الزيف، وهو هنا‏:‏ بمعنى المنقود، هي‏:‏ الدراهم، والدنانير‏.‏

«ولا الشمع» الشمع معروف، وهو‏:‏ بفتح الشين والميم، وقد تسكن ميمه‏.‏

«ليشعله» بضم الياء وفتحها لغة، يقال‏:‏ أشعل النار وشعلها لغة‏.‏

«أو دياس زرع» يقال‏:‏ داس الزرع دياساً بمعنى‏:‏ درسه، وأداسه لغة، ومعناه‏:‏ دقه ليتخلص الحب من القشر‏.‏

«الأجير المشترك» أي‏:‏ المشترك فيه، أو في عمله، لأن الفعل إذا كان لازماً لا يكون اسم مفعوله إلا موصولاً بحرف جر، أو ظرف، أو مصدر، ثم توسع في ذلك، فحذف الجار، ثم صار الضمير متصلاً فاستتر‏.‏

«من أهل القربة» القربة والقربان بضم القاف فيهما‏:‏ ما يتقرب به إلى الله تعالى‏.‏

«لحمولة شيء» الحمولة بضم الحاء‏:‏ الأحمال، وبفتحها‏:‏ ما يحتمل عليه، سواء كانت عليه الاحمال، أو لم تكن‏.‏ وأما الحمول بالضم بلا هاء‏:‏ فهي الإبل التي عليها الهوادج‏.‏

«كزمام الجمل وحزامه ورحله» الزمام بكسر الزاي‏.‏ قال الجوهري‏:‏ هو الخيط الذي يشد في البرة، ثم يشد في طرفه المقود، وقد يسمى المقود زماماً، وهو المراد هنا، لأن المستأجر لا يتمكن من النفع بالخيط الذي في البرة مفرداً، والحزام بكسر الحاء المهملة‏:‏ ما تحزم به البرذعة ونحوها‏.‏ يقال‏:‏ حزم الدابة‏:‏ إذا شد حزامها‏.‏

«تفريغ البالوعة والكنف» قال ابن درستويه‏:‏ وسميت البالوعة على «فاعولة» وبلوعة على «فعولة»‏:‏ لأنها تبلع المياه، وهي البواليع؛ والبلاليع، قال المطرز في شرحه، ويقال لها أيضاً‏:‏ البلوقة، وجمعها بلاليق‏.‏ قال‏:‏ وقد جاءت البلاعة والبلاقة على وزن علامة، قال الجوهري‏:‏ البالوعة‏:‏ ثقب في وسط الدار، وكذلك البلوعة، فيكون فيها حينئذ خمس لغات، و«الكنف» بضم الكاف والنون، جمع كنيف، وهو الموضع المعد للتخلي من الدار، قال ابن فارس‏:‏ الكنيف‏:‏ الساتر، ويسمى الترس كنيفاً، لأنه يستر‏.‏

«يحجز» بضم الجيم، أي‏:‏ يمنع، ويحول بينه وبينه‏.‏

«ولا ضمان على حجام، ولا ختان، ولا بزّاغ، ولا طبيب»‏.‏

الحجّام‏:‏ فعَّال من حجم يحجم فهو حاجم، والحجام للتكثير‏:‏ صانع الحجامة، وهي معروفة، وهي في الحديث‏:‏ «أفطر الحاجم والمحجوم»‏.‏ والختان فعال من خَتَنَ يَخْتِن خَتْناً، والاسم‏:‏ الخِتَان، والخِتَانَة، فهو خَاتِن، والختّان للتكثير، وقد تقدم في باب الغسل مبسوطاً‏.‏

والبزّاغ‏:‏ فَعَّال من بزغ الحجام والبيطار الدم يَبزُغُه بَزْغاً‏:‏ شَرَطَ‏.‏ والبزاغ للتكثير، والمراد به‏:‏ البيطار‏.‏

والطبيب‏:‏ العالم بالطب، وجمع القلة‏:‏ أطبة، والكثير أطباء‏.‏ والمتطبب‏:‏ الذي يتعاطى علم الطب، والطِب، والطُب بالفتح والضم لغتان في الطب بالكسر‏.‏ وقال أبو السعادات‏:‏ الطبيب في الأصل‏:‏ الحاذق بالأمور والعارف بها، وبه سمي معالج المرضى‏.‏

«كبحها» يقال‏:‏ كَبَحْت الدابة، وكْفَحْتُها، وكْمحْتُها، وأَكْفَحْتُها وأكمحتها‏:‏ إذا جذبتها لتقف‏.‏ وقال أبو عثمان‏:‏ كفحت الدابة، وأكفحتها‏:‏ إذا تلقيت فاها باللجام تضربها به، وهو من قولهم‏:‏ لقيته كفاحاً، ويقال‏:‏ كبَخْتُها بالخاء المعجمة، ذكره الامام أبو عبدالله بن مالك في كتاب «وفاق الاستعمال»

«أو الرائض الدابة» قال أهل اللغة‏:‏ راض الدابة رياضاً ورياضة‏:‏ علمها السير‏.‏ فهو‏:‏ رائض‏.‏ والقباء، تقدم في محظورات الاحرام‏.‏

باب السبق

قال الأزهري‏:‏ السبْق‏:‏ مصدر سبَق يسبِق سبْقاً، والسَبق محركة الباء‏:‏ الشيء الذي يسابق عليه، حكي ثعلب عن ابن الأعرابي قال‏:‏ السَّبَق، والخَطر والنَّدَبُ، والفَرَع، والوَجَب، كله الذي يوضع في النصال، والرهان، فمن سبق أخذه، الخمسة بوزن الفرس، وقال الأزهري أيضاً‏:‏ النصال في الرمي، والرهان في الخيل، والسباق يكون في الخيل، والرمي‏.‏

«والمزاريق» المزاريق‏:‏ جمع مزراق بكسر الميم، قال الجوهري‏:‏ المزراق‏:‏ رمح قصير، وقد زرقه بالمزراق‏.‏

«بين عربي وهجين، ولا بين قوس عربي وفارسي» العربيُّ‏:‏ منسوب إلى العرب، والهجين تقدم في الجهاد‏.‏

وأما القوس، فالأكثر تأنيثها، وتذكيرها لغة، قال الجوهري‏:‏ القوس يذكر ويؤنث، والذي بخط المصنف رحمه الله عربيّ وفارسيّ، وقد أصلحه بعضهم في بعض النسخ‏:‏ عربية وفارسية، ولا ينبغي أن يغير إذا كان لغة، والقوس العربي‏:‏ هو قوس النبل، والفارسي‏:‏ قوس النشاب، قاله الأزهري‏.‏

«تحديد المسافة والغاية» المسافة في اللغة‏:‏ البعد‏.‏ قاله الجوهري، وقال ابن عباد‏:‏ بعد المفازة، وهي المساوف، ثم هو في الاصطلاح‏:‏ عبارة عن المقدار زماناً، أو مكاناً‏.‏ وأما الغاية، فقال الجوهري‏:‏ الغاية‏.‏ مدى الشيء، والجمع‏:‏ غايٌ، وقال ابن عباد‏:‏ الغاية‏:‏ مدى كل شيء وقصاراه، وحكى الأزهري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال‏:‏ الغاية‏:‏ أقصى الشيء‏.‏

«إلا أن يدخلا بينهما محللاً» المحلِّل‏:‏ اسم فاعل من حلّل الشيء‏:‏ جعله حلالاً، لأنه حلّل الجُعْل بدخوله بينهما، وفيه ثلاث لغات‏:‏ مُحِلّ، ومحلّل، وحالّ، لأن في فعله ثلاث لغات‏:‏ حلَّل كسلَّم، وأحلَّ كأعد، وحلَّ كمرَّ، فاسم الفاعل من الثلاث على ما ذكر‏.‏ حكى اللغات الثلاث أبو السعادات، وغيره‏.‏

«يكافىء فرسه» يُكافىء مهموزاً، أي‏:‏ يساوي‏.‏ وقال الجوهري‏:‏ كل شيء ساوى شيئاً فهو مكافىء له‏.‏

«ومن صلى» أي‏:‏ من جاء ثانياً، والمصلِّي‏:‏ هو الثاني من خيل الحَلْبَة، وهي عشرة‏:‏ المُجَلِّي، ثم المُصَلِّي، ثم المُسَلِّي، ثم التَّالي، ثم المُرتَاح، ثم الحَظِيُّ، ثم العاطِفُ، ثم المُؤَمِّلُ، ثم اللَّطِيمُ، ثم السُّكَيْت‏.‏ ويقال له‏:‏ الفِسْكِلُ، هكذا ذكرها المصنف رحمه الله في «الكافي» وقد نظمها شيخنا الامام أبو عبدالله بن مالك في هذين البيتين‏:‏

خير السِّباق المُجَلِّي يقتفيه مُصَلِّي

والمُسَلّي وَتَالٍ قبل مرتاح

وعاطِفٌ وحَظِيّ والمُؤَمِّلُ واللِـ

ـَّطيمُ والفِسْكِلُ السُّكَيْتُ يا صاح

وقال الجوهري‏:‏ السُّكيت مثل الكُميْت، وقد تشدد، وقال الأزهري‏:‏ السُّكَيْت‏:‏ هو الفِسْكِلْ والفسكول والمفسكل‏.‏ يقال‏:‏ فسكل، أي‏:‏ أخر، قال الجوهري‏:‏ وهو القاشور‏.‏

«تماثلت الأعناق» الأعناق‏:‏ جمع عنق بضم العين والنون، وقد تسكن النون وتذكر وتؤنث، كله عن الجوهري‏.‏

«أن يجنب» قال ابن سيده‏:‏ جَنَبَ الفرس والبعير يجنُبُه جَنْباً فهو مَجْنوب وجنيب‏.‏

«لا جلب ولا جنب» قال أبو السعادات‏:‏ الجلب‏:‏ يعني بفتح اللام في الزكاة، بأن يترك المُصَدَّق موضعاً، ويجلب الأموال إليه، ليأخذ صدقتها، ويكون في السّباق بالزجر للفرس، والصياح عليه، حَثّاً له على الجري‏.‏ والجَنَب‏:‏ بالتحريك في السباق، أي‏:‏ يجنب فرساً إلى فرسه، فإذا فَتَرَ المركوب، تَحوّل إلى المجنوب، وفي الزكاة أن يترك العامل بأقصى مواضع الصدقة، ثم يأمر بالأموال أن تجنب إليه، وقيل‏:‏ أن يجنب رب المال بماله، أي‏:‏ يبعده ليحتاج العامل إلى الابعاد في طلبه واتباعه، هذا معنى ما ذكره مفرّقاً‏.‏

«في المناضلة» وهي‏:‏ مفاعلة من النضل‏:‏ السبق‏.‏ يقال‏:‏ ناضله نضالاً، ومناضلة، وقد تقدم في أول الباب‏.‏

«عدد الرشق» الرشق‏:‏ بفتح الراء‏:‏ الرمي نفسه، والرشق‏:‏ بالكر‏:‏ الوجه من السهام ما بين العشرين إلى الثلاثين، يرمي بها رجل واحد، هذا معنى ما ذكره الأزهري، وقال أبو عبدالله السامري‏:‏ وليس للرشق عدد معلوم عند الفقهاء، بل أي عدد اتفقا عليه‏.‏ وعدد الاصابة أن يقال‏:‏ الرشق عشرون، والاصابة خمسة، أو نحو ذلك‏.‏

«هل هو مفاضلة» وقد فسرها رحمه الله‏.‏ وقال في «المغني» وتسمى‏:‏ محاطة، ومفاضلة، وقال أبو الخطاب‏:‏ لا بد من معرفة الرمي هل هو مبادرة، أو محاطة، أو مفاضلة، فجعل المحاطة غير المفاضلة‏.‏

«فان قالا خواصل الاصابة‏:‏ سبعة أنواع» ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا منها أربعة، أولها‏:‏ الخواصل‏:‏ بالخاء المعجمة والصاد المهملة‏.‏ قال الأزهري‏:‏ الخاصل‏:‏ الذي أصاب القرطاس، وقد خصله‏:‏ إذا أصابه‏.‏ وخصلت مناضلي أخصله خصلا‏:‏ إذا نضلته وسبقته‏.‏ الثاني‏:‏ الخواسق بالخاء المعجمة والسين المهملة، وقد فسره المصنف رحمه الله تعالى‏.‏ قال الأزهري، والجوهري‏:‏ الخازق‏:‏ بالخاء والزاي المعجمتين، والمقرطس‏:‏ بمعنى الخاسق، والثالث‏:‏ الخوارق بالخاء المعجمة والراء، وقد فسره بأنه‏:‏ ما خرق الغرض، ولم يثبت فيه، ورأيته مضبوطاً في نسخة المصنف رحمه الله بـ «المقنع» «خوازق» بالزاي، ولا أراه يستقيم، لأنه قد تقدم النقل عن الأزهري والجوهري أن الخازق بالزاي‏:‏ لغة في الخاسق، فهما شيء واحد، وقد فسر الخوارق بغير ما فسر به الخواسق، فتعين أن يكون بالراء، لئلا يلزم الاشتراك، أو المجاز، وكلاهما على خلاف الأصل‏.‏

والأصل في الألفاظ التباين، ولعل ضبطه بالزاي من غير المصنف والله أعلم‏.‏ الرابع‏:‏ الخواصر‏:‏ بالخاء المعجمة والصاد والراء المهملتين، وقد فسرها المصنف رحمه الله‏.‏ قال السامري‏:‏ ومنه‏:‏ الخاصرة، لأنها من جانبي الرجل‏.‏ والخامس‏:‏ الموارق، وهو‏:‏ ما خرق الغرض‏.‏ ونفذ منه، ذكره المصنف رحمه الله تعالى في «المغني» و«الكافي»‏.‏ وذكر الأزهري أنه يقول له‏:‏ الصادر‏.‏ السادس‏:‏ الخوارم، وهو‏:‏ ما خرم جانب الغرض، ذكره في «المغني»‏.‏ السابع‏:‏ الحوابي، وهو ما وقع بيني يدي الغرض، ثم وثب إليه، ومنه يقال‏:‏ حبى الصبي، هكذا ذكره في «المغني» وليست الخوارم والموارق من شرط صحة المناضلة، هكذا ذكره السامري‏.‏

«معرفة قدر الغرض وطوله» الغرض‏:‏ هو الشيء الذي ينصب ليرمى، قال الجوهري‏:‏ الغرض‏:‏ الهدف الذي يرمى فيه، وقال الأزهري‏:‏ الهدف‏:‏ ما رفع ونبا في الأرض، والغرض‏:‏ ما نصب في الهواء‏.‏ وقال السامري‏:‏ الغرض‏:‏ هو الذي ينصب في الهدف‏.‏ والصواب حذف الواو من «وطوله»، كما ذكر في «الكافي» وقال صاحب «المحرر»‏:‏ ولا بد من معرفة الغرض، صفة وقدرا، لأن قدر الغرض هو‏:‏ طوله، وعرضه، وسمكه‏.‏

«من له مزية» والمزيّة‏:‏ الفضيلة‏.‏ يقال‏:‏ له عليه مزيَّة، والجمع‏:‏ مزايا، عن الجوهري‏.‏

كتاب العارية

العاريّة‏:‏ مشددة الياء على المشهور، وحكى الخطابي وغيره تخفيفها، وجمعها‏:‏ عواري بالتشديد والتخفيف، قال ابن فارس‏:‏ ويقال لها‏:‏ العارة أيضاً‏.‏ قال الشاعر‏:‏

فأخْلِفْ وأتْلِف إنّما المالُ عارةٌ

وكُلْه معَ الدَّهْر الذي هُوَ آكلهُ

قال الأزهري‏:‏ هي مأخوذة من عار الشيء يعير‏:‏ إذا ذهب وجاء، ومنه قيل للغلام الخفيف‏:‏ عيّار، وهي منسوبة إلى العارة، بمعنى‏:‏ الاعارة، وقال الجوهري‏:‏ هي منسوبة إلى العار، لأن طلبها عار وعيب، وقيل‏:‏ هي مشتقة من التعاور، من قولهم‏:‏ اعتوروا الشيء، وتعاوروه، وتعوَّروه‏:‏ إذا تداولوه بينهم‏.‏ قال المصنف رحمه الله في «المغني»‏:‏ عاره العين، وأعاره، وهي في الشرع‏:‏ إباحة الانتفاع بعين من أعيان المال، وقال السامري‏:‏ هي إباحة منافع أعيان يصح الانتفاع بها مع بقاء عينها، وقيل‏:‏ هي هبة منفعة العين‏.‏

«إلا منافع البضع» البضع‏:‏ بضم الباء‏:‏ فرج المرأة، والنكاح أيضاً‏.‏ والبضع‏:‏ بالكسر والفتح عن غير واحد‏:‏ ما بين الثلاثة والعسرة، وقيل غير ذلك، وليس هذا موضعه‏.‏

«في لجة البحر» اللجة‏:‏ بضم اللام من البحر‏:‏ حيث لا يدرك قعره‏.‏

«ولم يذكر أصحابنا عليه أجرة» يجوز نصب أجرة على أنه مفعول «يذكر» أو على معنى لم يوجبوا عليه أجرة، ويجوز رفع أجرة، لأن «يذكروا» بمعنى «يقولوا» فتكون الجملة محكية‏.‏

«وان حمل غرس غيره» الضمير في «حَمَلَ» للسيل‏.‏

«فهل يكون كغرس الشفيع» المراد بالشفيع‏:‏ المشتري للشقص، لأن الغرس له حقيقة، وهو للشفيع مجاز، لأن له أن يأخذه بالقيمة‏.‏

«كخمل المنشفة» الخمل، بسكون الميم‏:‏ ما يعلو الثوب من الزئبر، شبيه بخمل الطنافس‏.‏ والمنشفة بكسر الميم‏.‏

«إلى إصطبل المالك» إصطبل بكسر الهمزة‏:‏ وهي همزة قطع أصلية، وسائر حروفها أصلية، وهو بيت الخيل ونحوها، قال أبو عمرو‏:‏ ليس من كلام العرب‏.‏

«كالسائس» السائس‏:‏ اسم فاعل من ساس يسوس، فهو سائس‏:‏ إذا أحسن النظر، وقال ابن القطاع‏:‏ ساس الراكب الدابة‏:‏ أحسن رياضتها وأدبها، ثم صار في العرف‏:‏ عبارة عن خادم الدواب، وهو المراد هنا‏.‏

«أو المدعى» بفتح العين‏:‏ اسم مفعول‏.‏ والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏

كتاب الغصب

الغصب‏:‏ مصدر غصبه يغصبه بكسر الصاد‏.‏ ويقال‏:‏ اغتصبه أيضاً، وغصبه منه، وغصبه عليه بمعنى، والشيء غصب ومغصوب، وهو في اللغة‏:‏ أخذ الشيء ظلما، قاله الجوهري، وابن سيده، وغيرهما من أهل اللغة، وقد حده المصنف رحمه الله بأنه الاستيلاء على مال الغير، فأدخل الألف واللام على «غير» والمعروف في كلام العرب وعلماء اللغة أنه لا يعرَّف بهما، ولن يدخل في حده غصب الكلب، ولا خمر الذميّ، ولا المنافع، والحقوق، والاختصاص، فلو قال‏:‏ وهو الاستيلاء على حق غيره، لصح لفظاً وعمَّ معنىً‏.‏

«والعقار» العقار، بفتح العين‏:‏ الضيعة، والنخل، والأرض، وغير ذلك، قاله أبو السعادات، وقال الامام أبو عبدالله بن مالك في «مثلثه»‏:‏ العقار بالفتح‏:‏ متاع البيت، وخيار كل شيء، والمال الثابت، كالأرض، والشجر، وهو المراد هنا‏.‏

«كرها» بفتح الكاف وضمها، وهو‏:‏ مصدر كره الشيء‏:‏ أبغضه، وهو نصب على الحال مبالغة، أو على حذف المضاف، أي‏:‏ ذاكره‏.‏

«قد بلي» بكسر اللام، يبلى بِلًى وبَلاءً بفتح الباء ممدوداً‏:‏ أَخْلَقَ‏.‏

«سمر» مخففاً بوزن ضرب، أي‏:‏ شد بهما باباً‏.‏

«حتى ترسى» بضم التاء مع فتح السين وكسرها، وترسي بفتح التاء وكسر السين، وذلك أنه يقال‏:‏ رست السفينة، وأرست، وأرساها غيرها‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏والجبال أرساها‏}‏‏.‏

«كالسمن» السمن، بكسر السين وفتح الميم‏:‏ مصدر سمن يسمن، ضد هزل، ومصدره المقيس بفتح السين والميم معاً، إلا أني لم أره منقولا‏.‏

«فلو غصب جارحاً» الجارح‏:‏ أحد الجوارح‏.‏ قال الجوهري‏:‏ الجوارح من السباع، والطير‏:‏ ذوات الصيد‏.‏

«أو شبكة أو شرَكا» الشبكة‏:‏ معروفة، وجمعها شباك، وأصلها من الشَّبْك‏:‏ الخَلْط‏.‏ والشرك‏:‏ بفتح الشين والراء‏:‏ حِبَالة الصائد، والواحدة شَرَكة، كله عن الجوهري‏.‏

«أو بيضاً فصار فرخاً» قال الجوهري‏:‏ الفرخ‏:‏ ولد الطائر، والأنثى فرخة، وجمع القلة‏:‏ أفْرُخ، وأَفْرَاخ، والكثير‏:‏ فِراخ، وكان الأصل هنا أن يقول‏:‏ فصار فراخاً، لأن البيض جمع، وخبر المجموع مجموع‏.‏

«أو نوى فصار غرساً» هو كالذي قبله صورة، لكن غرساً مصدر بمعنى المغروس، والمصدر إذا أخبر به لا يثنَّى ولا يجمع‏.‏

«فهزل» هو بضم الهاء‏:‏ أصابه هُزال، أي‏:‏ عجف، يقال‏:‏ هُزِلَتِ الدابة هُزالاً وأهزَلْتها، ويقال‏:‏ هزلت بفتح الهاء وكسر الزاي، حكاه ابن القطاع‏.‏

«هدر» بفتح الدال وسكونها، أي‏:‏ باطلة‏.‏

«صبغاً» الصبغ، بكسر الصاد‏:‏ ما يصبغ به، وبفتحها مصدر صبغ يصبُغ، ويصبَغُ، ويصبِغ‏.‏

«فلته بزيت» أي‏:‏ خلطه وعجنه‏.‏

«فضمنهما» الضمير للمشتري والمُتَّهِب‏.‏

«مستحقة‏:‏ بفتح الحاء اسم مفعول‏.‏ تقول‏:‏ استحق فلان العين فهي مستحقة‏:‏ إذا ثبت أنها حقه‏.‏

«وإن اطعمه لمالكه» كذا بخط المصنف رحمه الله، والأصل أن يقال‏:‏ أطعمه مالكه، ووجهه أن تكون اللام زائدة كزيادتها في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِف لكم‏}‏ أي‏:‏ ردفكم‏.‏

«وان رهنه عند مالكه» الأصل‏:‏ أن يقال‏:‏ رهنه مالكه، ووجهه أنه ضمن «رهن» معنى «جعل» فكأنه قال‏:‏ جعله عنده رهناً‏.‏

«وان أعوز المثل» بالرفع أي‏:‏ تعذّر يقال‏:‏ أَعْوَزَني كذا‏:‏ إذا تعذر عليَّ‏.‏

«يوم القبض» على قول القاضي، أي‏:‏ يوم قبض المغصوب منه القيمة من الغاصب‏.‏

«أو تبراً» التبر، بكسر التاء المثناة فوق‏:‏ الذهب غير المضروب، قال الجوهري‏:‏ وبعضهم يقوله للفضة‏.‏

«وتصرفات الغاصب الحكمية» الحكمية‏:‏ بالرفع صفة لـ «تصرفات»‏.‏ الحكمية‏:‏ ما كان لها حكم من الصحة والفساد‏.‏ فالصحيح من العبادات‏:‏ ما أجزأ، وأسقط القضاء، والفاسد‏:‏ ما ليس كذلك من العقد كلها، فما كان سبباً لحكم، إذا أفاد حكمه المقصود منه، فهو صحيح، وإلا فهو باطل‏.‏ فالباطل‏:‏ الذي لم يثمر، والصحيح الذي أثمر، والفاسد عندنا‏:‏ مرادف للباطل، فهما اسمان لمسمى واحد‏.‏

«ما لا محترماً لغيره» قيده بالمال، احترازاً من غيره، كالكلب والسِّرجين النجس‏.‏ و«بالاحترام» احترازاً من مال الحربي، وخمر الذمي، وآلة اللهو، و«لغيره» احترازاً عن مال نفسه‏.‏

«أو وكاء» الوكاء‏:‏ بكسر الواو ممدوداً‏:‏ ما يشد به رأس القربة ونحوها‏.‏

«زق» الزِقّ، بكسر الزاي‏:‏ السقاء ونحوه من الظروف‏.‏

«عقوراً» هو مبالغة في عاقر اسم فاعل عقر، قال أبو السعادات‏:‏ والعقور‏:‏ كل سبع يعقر، أي‏:‏ يجرح ويقتل ويفترس‏.‏

«وإن أجج» أي‏:‏ أضرم وألهب‏.‏

«في فنائه» بكسر الفاء ممدوداً‏.‏ قال الجوهري‏:‏ هو ما امتد من جوانب الدار‏.‏

«وان حفرها في سابلة» قال ابن عباد في كتابه «المحيط»‏:‏ السبيل‏:‏ الطريق يذكر ويؤنث‏.‏ والجمع‏:‏ السُّبُل، والسَّابِلة‏:‏ المختلفة في الطرقات، وجمعها‏:‏ سوابل‏.‏

«أو علق فيه قنديلا» هو بكسر القاف معروف‏.‏

«فعثر به» بفتح الثاء على المشهور، وبضمها عن المطرز، وبكسرها عن اللحياني، ومضارعه مثلث أيضاً، حكى اللغات الست الليلي في شرحه ومعناه‏:‏ كبا‏.‏

«أو ميزاباً» الميزاب‏:‏ معروف، وفيه أربع لغات، مئزاب بالهمز وتركه، ومرزاب بتقديم الراء، ومزراب بتقديم الزاي، حكاهن شيخنا أبو عبدالله بن مالك في كتابه المسمى بـ «النظم الأوجز فيما يهمز وما لا يهمز»‏.‏

«وأومأ مهموزاً» يقال‏:‏ ومى إليه وأومى‏.‏

«اصطدمت» افتعلت من الصدم، وتاء الافتعال تقلب طاءً بعد حروف الأطباق الأربعة‏:‏ ص، ض، ط، ظ‏.‏

«ضمان المصعدة» أي‏:‏ المرتقية‏.‏ يقال‏:‏ صعد المكان‏:‏ رقيه، بكسر العين، وأصعد، أي‏:‏ ارتفع، عن ابن سيده، فعلى هذا يقال‏:‏ صاعدة‏.‏

«مزماراً أو طنبوراً» المزمار‏:‏ معروف‏.‏ ويقال فيه‏:‏ مزمور بضم الميم، وهو‏:‏ أحد ما جاء على مفعول، وهي‏:‏ سبعة ألفاظ وما عداها بالفتح‏.‏

والطنبور، بضم الطاء‏:‏ فارسي معرب‏.‏ والطنبار‏:‏ لغة فيه، بوزن سنجار‏.‏

ويقال فيه‏:‏ طبن، وضبن، بضم الطاء والضاد، حكاهما شيخنا رحمه الله في كتابه المسمى بـ «وفاق الاستعمال»‏.‏

باب الشفعة

قال صاحب «المطالع»‏:‏ الشفعة‏:‏ مأخوذة من الزيادة، لأنه يضم ما شفع فيه إلى نصيبه، هذا قول ثعلب‏.‏ كأنه كان وتراً فصار شفعاً، والشافع‏:‏ هو الجاعل الوتر شفعاً، والشفيع‏:‏ فعيل بمعنى فاعل‏.‏ وقال في «المغني» هي‏:‏ استحقاق الشريك انتزاع حصة شريكه المنتقل عنه من يد من انتقلت إليه، وهو أعم مما في «المقنع» فليتأمل‏.‏

«حصة شريكه» الحصة‏:‏ النصيب، وجمعه‏:‏ حصص، وأحصصت القوم‏:‏ أعطيتهم حصصهم‏.‏

«أن يكون شقصاً» الشِّقص‏:‏ بكسر الشين، قال أهل اللغة‏:‏ هو القطعة من الأرض، والطائفة من الشيء، والشقيص‏:‏ الشريك‏.‏

«مشاعاً» تقدم في الرهن‏.‏

«المحدد» كذا بخط المصنف رحمه الله، أي‏:‏ المجعول له حدود، يقال‏:‏ حَدَدْتُ الدار أَحُدُّها فهي محدودة، وفي التكثير‏:‏ حدَّدتها فهي محدودة‏.‏

«كالحمام» الحمام‏:‏ البيت المعروف، وهو مذكر عن شيخنا أبي عبدالله بن مالك قال‏:‏ وأما البيت المشهور على ألسنة العامة «إن حمامنا التي نحن فيها» فبيت مصنوع، ليس من كلام العرب‏.‏

«والعراص» العِرَاص‏:‏ جمع عرصة بفتح أوله وإسكان ثانيه، وجمعها عراص، وعرصات بفتح الراء، وهي‏:‏ كل موضع لا بناء فيه‏.‏

«من يقبل خبره» هو الاثنان المقبول خبرهما، وفي الواحد وجهان‏.‏

«فان نكل عنها» بفتح الكاف وكسرها لغة حكاها ابن سيده، وغيره أي‏:‏ نكص‏.‏

«وإن دل في البيع» يقال‏:‏ دللتك على الشيء دلالة، ودلالة ـ بفتح الدال وكسرها ـ ودلولاً، ودلولة بضمها فيهما‏:‏ إذا أرشدتك إليه، أي‏:‏ أرشد المشتري إليه، فكان سمساراً بينهما، ويسمى الدلال‏.‏

باب الوديعة

الوديعة‏:‏ فعيلة بمعنى مفعولة، من الودع، وهو‏:‏ الترك‏.‏ قال ابن القطاع‏:‏ ودعت الشيء ودعاً‏:‏ تركته‏.‏ وابن السكيت، وجماعة غيره، ينكرون المصدر، والماضي من «بدع» وقد ثبت في «صحيح مسلم»‏.‏ «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات» وفي «سنن النسائي» من كلام رسول الله‏.‏ «اتركوا الترك ما تركوكم، ودعوا الحبشة ما ودعوكم» فكأنها سميت وديعه، أي‏:‏ متروكة عند المودع‏.‏ وأودعتك الشيء‏:‏ جعلته عندك وديعة، وقبلته منك وديعة، فهو من الأضداد‏.‏

«حرز» الحرز بكسر الحاء‏:‏ المكان الحصين‏.‏

«لغشيان شيء الغالب منه التوى» الغشيان‏:‏ مصدر غشي الشيء غشيانا‏:‏ نزل‏.‏

والتوى مقصوراً‏:‏ هلاك المال، ويقال‏:‏ تَوِيَ المال بالكسر يَتْوَى تَوَىً وأَتْواهُ غَيرُه، وهذا مال تَوٍ‏.‏

«فلم يعلفها» بفتح الياء وضمها، لغة حكاها ابن القطاع، يقال‏:‏ علف الدابة، وأعلفها‏.‏

«في جيبك» قال الجوهري‏:‏ الجيب للقميص، تقول‏:‏ جُبْتُ القَمِيصَ أَجُوبُهُ، وأُجِيبُهُ، إذا قَوَّرْت جَيْبَهُ، والمراد هنا‏:‏ المجعول في القَبَاءِ ونحوه شبه الوعاء، ولم أره في شيء من كتب اللغة بهذا المعنى‏.‏ والله أعلم‏.‏

باب احياء الموات

الموات، والميتة، والموتان بفتح الميم والواو، وهي‏:‏ الأرض الدارسة، كذا ذكره في «المغني» وقال الفراء‏:‏ الموتان من الأرض‏:‏ التي لم تحي بعْدُ، وقال الأزهري‏:‏ يقال للأرض التي لها مالك، ولا بها ماء، ولا عمارة، ولا ينتفع بها إلا أن يجري إليها ماء، أو يستنبط فيها عين، أو يحفر بئر‏:‏ موات، وميتة، وموتان بفتح الميم والواو‏.‏

«الداثرة» أي‏:‏ الدراسة‏.‏ والدثور‏:‏ الدروس، ومنه دثر الرسم‏.‏

«أرضاً ميتة» يقال‏:‏ ميْتَة وميِّتَة بالتخفيف والتشديد فيهما، أنشد الجوهري مستشهداً على اللغتين بقول الشاعر‏:‏

ليسَ مَنْ مَاتَ فاسْتراحَ بمَيْتٍ

إنّما المَيْتُ مَيِّتُ الأحْيَاءِ

«والجص» الجص‏:‏ بكسر الجيم وفتحها‏:‏ ما يبنى به، وهو معرَّب، عن الجوهري‏.‏

«بئراً عاديّة» بتشديد الياء‏:‏ القديمة منسوبة إلى عاد، ولم يرد عاداً بعينها، لكن لما كانت في الزمن الأول وكانت لها آبار في الأرض، نسب إليها كل قديم، كذا ذكره في «المغني»‏.‏

«حريمها قدر مدِّ رشائها» حريم البئر وغيرها‏:‏ ما حولها من مرافقها وحقوقها‏.‏ والرشاء، بكسر الراء ممدوداً‏:‏ الحبل، والجمع‏:‏ أرْشِيَة، كله عن الجوهري‏.‏

«تحجر مواتاً» أي‏:‏ شرع في إحيائه مثل أن أدار حول الأرض تراباً، أو حجارة، أو أحاطها بحائط صغير، كذا ذكره في «المغني»‏.‏

«إقطاع» الاقطاع مصدر أقطعه‏:‏ إذا ملكه أو أذن له في التصرف في الشيء‏.‏ قال أبو السعادات‏:‏ والاقطاع يكون تمليكاً وغير تمليك‏.‏

«ورحاب المسجد» الرِّحاب‏:‏ جمع رَحبَة بالتحريك، والجمع‏:‏ رَحَبٌ ورَحَبَاتٌ ورِحَابٌ، وهي ساحته، عن الجوهري‏.‏ وتسكين الرحبة لغة‏.‏

«قماش» القماش، بضم القاف‏:‏ متاع البيت‏.‏ عن الجوهري‏.‏

«أن يحمي» بفتح الياء وضمها، أي‏:‏ يمنع، يقال‏:‏ حميت المكان، وأحميته لغة، ذكرها شيخنا في «فعل وأفعل»‏.‏

باب الجعالة

الجعالة، بفتح الجيم، وكسرها، وضمها‏:‏ ما يجعل على العمل، ذكره شيخنا في «مثلثه» قال‏:‏ ويقال‏:‏ جعلت له جعلا، وأجعلت‏:‏ أوجبت‏.‏ وقال ابن فارس في «المحمل»‏:‏ الجُعل، والجَعالة، والجعيلة‏:‏ ما يعطاه الإنسان على الأمر يفعله‏.‏

فان له «بالشرع» الشرع‏:‏ مصدر شرع يشرع شرعاً، أي‏:‏ سنَّ‏.‏ وقال أبو السعادات‏:‏ الشرع والشريعة‏:‏ ما شرع الله لعباده من الدِّين‏.‏ فمعنى بالشرع‏:‏ أن يشرع الشارع، لأجل الحديث الوارد في ذلك، وهو مرسل، وفيه مقال، وكذلك في المسألة رواية أُخرى «لا جعل له» وصححها في «المغني»‏.‏

«المصر» تقدم في آخر باب التيمم‏.‏

باب اللقطة

اللقطة‏:‏ اسم لما يلقط، وفيها أربع لغات، نظمها شيخنا أبو عبدالله ابن مالك فقال‏:‏

لُقَاطَةٌ، ولُقْطَةٌ، ولُقَطَه

ولَقَطٌ مَا لاَقِطٌ قَدْ لَقَطَه

فالثلاث الأول بضم اللام، والرابعة بفتح اللام والقاف، وروي عن الخليل‏:‏ واللقطة، بضم اللام وفتح القاف‏:‏ الكثير الالتقاط، وبسكون القاف‏:‏ ما يلتقط، وقال أبو منصور‏:‏ وهو قياس اللغة، لأن فعلة بفتح العين أكثر ما جاء فاعل، وبسكونها مفعول كَضُحَكة للكثير الضحك، وضُحْكة لمن يضحك منه‏.‏

«كالسوط والشسع» السوط‏:‏ الذي يضرب به معروف‏.‏ والشِّسع‏:‏ بكسر الشين المعجمة بعدها سين مهملة‏.‏ قال أبو السعادات‏:‏ الشسع‏:‏ أحد سيور النعل، وهو الذي يدخل بين الأصبعين، ويدخل طرفه في الثقب الذي في صدر النعل المشدود في الزمام، والزمام‏:‏ السير الذي يعقد فيه الشّسع‏.‏

«الضوالّ» جمع ضالة، قال الجوهري‏:‏ لا يقع إلا على الحيوان، فأمّا الأمتعة، فيقال لها‏:‏ «لقطة» ويقال للضوالّ‏:‏ الهوامي، والهوافي، والهوامل، وقد همت، وهفت، وهملت‏:‏ إذا ضلت، فمرت على وجوهها بلا راع، ولا سائق‏.‏

«من صغار السباع» صغار السباع، كالذئب، ونحوه‏.‏

«والظباء» الظباء‏:‏ جمع ظَبْيٍ، والأنثى ظَبْيَه، بالهاء، وجمع الظَّبي في القلة‏:‏ أظْبٍ، كدلْوٍ، وأدْل، وجمعه في الكثرة‏:‏ ظبىً وظِبِيٌّ، ووزنه فعول كفلوس‏.‏

«والفصلان، والعجاجيل، والأفلاء» الفصلان‏:‏ بضم الفاء جمع فصيل، وهو‏:‏ ولد الناقة إذا فصل عن أمه، ويجمع على فصال، ككريم وكرام‏.‏

والعجاجيل‏:‏ قال الجوهري‏:‏ العِجْلُ‏:‏ ولد البقرة، والعِجَّوْل مثله، والجمع العجاجيل‏.‏ وقال شيخنا في «مثلثه» العجل‏:‏ ولد البقرة حين يوضع، ثم هو بُرْغُزٌ، ثم فَرْقَدٌ‏.‏ والأفلاء‏:‏ قال الجوهري‏:‏ الفلوّ، بتشديد الواو‏:‏ المُهْرُ، والأنثى‏:‏ فُلُوَّةٌ، كما قالوا‏:‏ غدُوّة، والجمع‏:‏ أفلاء، كَععدو، وأَعْدَاء، وفَلاَوى‏:‏ بوزن خطايا، وقال أبو زيد‏:‏ فَلوُّ إذا فتحت الفاء، شددت، وإذا كسرت، خففت، فقلت‏:‏ فِلْوٌ، كجِرْو‏.‏

«بمضيعة» قال أبو السعادات‏:‏ المضيعة‏:‏ بكسر الضاد مفعلة من الضياع‏:‏ الاطراح والهَوَان، كأنه فيه ضائع، فلما كانت عين الكلمة ياء مكسورة، نقلت حركتها إلى الضاد، فصارت مضِيعَة بوزن معيشة، وقيل‏:‏ مَضْيَعَة بوزن مسْبَعَة، حكاها القاضي عياض رحمه الله‏.‏

«وعاءها ووكاءها» بكسر أولهما ممدودان، فالوعاء‏:‏ ما يجعل فيه المتاع‏.‏ يقال‏:‏ أوعيت المتاع‏:‏ إذا جعلته فيه، والوكاء‏:‏ الخيط الذي يشد به الصّرة والكيس ونحوهما‏.‏

«عند وجدانها» الوجدان‏:‏ بكسر الواو‏:‏ مصدر وجد، يقال‏:‏ وَجَدَ مطلوبه يَجِدُهُ، ويَجُدُه بضم الجيم لغة عامية، ولا نظير له في باب المثَال، وَجْداً وجِدَةُ ووُجُوداً، ووِجْدَاناً بالكسر فيهما‏.‏

«والاشهاد عليهما» بالرفع ولا يجوز جره‏.‏ والله أعلم‏.‏

باب اللقيط

وهو فعيل بمعنى مفعول، كجريح، وقتيل، وطريح‏.‏ قال أبو السعادات‏:‏ اللقيط‏:‏ الذي يوجد مرمياً على الطريق، ولا يعرف أبوه، ولا أمه، فعيل بمعنى مفعول‏.‏ والمنبوذ، أي‏:‏ المرمي على الطريق‏.‏ والنبذ‏:‏ الطرح‏.‏

«البادية» يأتي تفسيرها في حد الزنا‏.‏

«مقيم في حلة» الحلة‏:‏ بكسر الحاء المهملة‏:‏ بيوت مجتمعة، ذكره شيخنا في «مثلثه»‏.‏ وقال ابن فارس‏:‏ الحي‏:‏ النزول، وقال أبو السعادات‏:‏ القوم المقيمون المتجاورون‏.‏

«على القافة» القافة، بتخفيف الفاء جمع قائف، عن الجوهري وغيره، وقال القاضي عياض‏:‏ هو الذي يتبع الأشباه، والآثار، ويقفوها، أي‏:‏ يتبعها، فكأنه مقلوب من القافي، وهو‏:‏ المتبع للشيء، قال الأصمعي‏:‏ هو الذي يقفو الأثر، ويقتافه‏.‏ وقال المصنف رحمه الله في «المغني» القافة‏:‏ قوم يعرفون الأنساب بالشبه، ولا يختص ذلك بقبيلة معينة، بل من عرفت منه المعرفة بذلك، وتكررت منه الاصابة، فهو قائف، وقيل‏:‏ أكثر ما يكون هذا في بني مدلج، وكان إياس بن معاوية قائفاً، وكذلك شريح‏.‏ وظاهر كلام أحمد رحمه الله‏:‏ أنه لا يقبل إلا قول اثنين، وقال القاضي‏:‏ يقبل قول واحد، والله أعلم‏.‏